معادلة الشهادات وماذا عن غير السعوديين؟

جميل جداً أن يكون لدينا أجهزة فنية وإدارية ورقابية ، تضع معايير ومقاسات، وتقيم كل المؤهلات العلمية والأكاديمية،التي يتقدم بها كل راغب في العمل في المملكة.وفق هذه المعايير و المقاييس، يمكن التعرف على الشخص المؤهل من غير المؤهل لتسلم عمل ما ، إداري أو فني أو أكاديمي في أي مؤسسة سعودية حكومية أو أهلية .
وقد صدر عن وزارة التعليم العالي مؤخراً قواعد لنظام المعادلات للشهادات العلمية ،تتضمن عددا من المعايير التي لابد من توافرها لمعادلة أي مؤهل ومنها، أن يكون الحصول على المؤهل من بلد الجامعة الأم وليس من الفروع في غير دولة المقر ،وان تكون الدراسة بالانتظام وليس بالانتساب الذي لا يتطلب التفرغ أو الإقامة،وان لا تكون الدراسة بالمراسلة ولا تكون الدراسة في أيام العطل والإجازات ،ولا تكون الدراسة بطريقة التعلم عن بعد، وألا تكون الدراسة وفق برنامج خاص صمم لفئة محددة من الدارسين،وألا تكون عن طريق أشرطة الفيديو والكاسيت،وألا تكون الدراسة مقسمة إلى أكثر من جزء بعضها في مقر الجامعة والبعض الآخر في معاهد ومراكز خارج دولة الجامعة التي تمنح الشهادة، وألا تكون الدراسة بواسطة التعليم المستمر، وألا تكون الدراسة عن طريق الانترنت أو البريد الالكتروني.
لابد هنا من الإشادة بوزارة التعليم العالي في بلادنا ،ولجنة معادلة الشهادات على وجه الخصوص ،وذلك لحرصهم على أن تكون المملكة والمؤهلون من أبنائها على مستوى عال من التأهيل العلمي المعترف به عالمياً .
ولكن ماذا عن غير السعوديين ؟في بلادنا أكثر من ثمانية ملايين وافد ،يعملون في القطاعين العام والخاص، على الأقل نصف مليون منهم يحملون مؤهلات جامعية فما فوق ،بعضهم يعمل مدرساً في الجامعات الحكومية العشرين ،وبعضهم في الكليات والمعاهد ومراكز التدريب والتدريس الحكومية أو الأهلية ،هل من العدل أن يسأل السعودي كيف حصل على المؤهل وزميله في نفس العمل غير السعودي، يتم الاعتراف بما يحمله من مؤهلات مهما كانت الكيفية التي حصل بها على مؤهله، ومهما كان مقر هذه الجامعة ؟ في جامعاتنا الحكومية مئات الأساتذة من المتعاقدين بل إن نسبتهم العددية في الجامعات الجديدة قد تزيد بأرقام عالية عن أعداد السعوديين ،ترى هل تم التحقق من مؤهلات هؤلاء وهل تطبق عليهم نفس القواعد والشروط والمقاييس .
إذا كان يصعب تطبيق نفس المقاييس على الجميع سعوديين ووافدين ،فلماذا لا يكون هناك اختبار موحد لكل من يتقدم لوظيفة معينة، مهما كان مصدر مؤهله ،ومهما كانت الطريقة التي حصل بها على هذا المؤهل، ومهما كانت جنسيته .هنا تحصل المساواة بين الجميع ،بالضبط مثل اختبارات القياس والقدرات التي تطلب من كل الحاصلين على الثانوية من مدارس أهلية أو حكومية ،وداخل المملكة أو خارجها.

صحيفة اليوم السعودية:  عدد 12799 صفحة الرأي  - الأثنين 1429-06-26 هـ 2008-06-30 م

0 التعليقات: