الأمانات والتسميات

أحد الأصدقاء كان لديه منزل ورغب في بيعه، أخبره صاحب المكتب العقاري الذي سوف يقوم بدور الوسيط في هذه العملية ،انه لابد أن يحدث المعلومات التي في صك الملكية ، وان كاتب العدل لن يقوم بإكمال عملية المبايعة والإفراغ إلا بعد أن تتم عملية تحديث صك الوحدة السكنية المباعة ،كما اخبره أن عملية التحديث المشار إليها ، تتم بمراجعة البلدية التي يتبع لها الحي الذي توجد به الوحدة المباعة.
لقد سررت وصديقي بهذا التنسيق غير المسبوق بين الأمانات وكتابات العدل ، وان التحديث سوف يشمل كل المعلومات الحديثة ومنها على وجه الخصوص ،اسم الحي الحديث الذي يقع فيه المنزل ،وأسماء الشوارع أو الطرق أو الممرات التي تحيط بهذه الوحدة ، وفقاً للتسمية التي وضعتها الأمانة، بل وظننا أنها سوف تشمل العنوان السكني، الذي وضعته مؤسسة البريد ،ورقم الوحدة السكنية .إلا إننا فجئنا، بان كلمة تحديث الصك أو المعلومات التي في الصك اقتصرت على ،اسم الحي فقط دون أي شيء أخر .
إذا ما فائدة التسمية والترقيم لكل وحدة سكنية والتي أنفقت عليها بعض الأمانات الملايين ؟وما فائدة العناوين السكنية والصناديق البريدية التي وضعت أمام كل وحدة سكنية .
حتى تقنع العموم باستخدام نظام معين لابد لك من إلزامهم في المراحل الأولى حتى يتحول هذا الإلزام في المراحل اللاحقة إلى عاده يتعود عليها الجميع .
سوف تبقى ،التسمية ،والترقيم ،والعناوين البريدية وغيرها من النظم الحديثة دون أي فائدة تذكر إذا لم يجبر الجميع على استخدامها والتعامل معها ،في المحاكم ،و كتابات العدل ،و البنوك ،و الجهات التوظيفية والأمنية والتعليمية .الجامعات لابد أن تضع في النماذج التي لابد للطلبة من ملئها عند الالتحاق بها لأول مرة العنوان السكني كما وضعته مؤسسة البريد على المنزل واسم الشارع ورقم الوحدة السكنية كما وضعته الأمانة كما أن مكاتب الأحوال المدنية ومكاتب الحصول على رخص القيادة والسير لابد أن تطلب العنوان السكني وبدقة ووضوح في كل نماذجها وكتابات العدل يجب ألا تتم أي مبايعة فيها بل أي وكالة إلا بعد النص وبدقة على العنوان السكني للوحدة السكنية المباعة ولكل من البائع والمشتري ، وبنوكنا مطالبة بعدم فتح أي حساب إلا بعد الحصول على العنوان السكني لصاحب الحساب والذي يحتوي على رقم الوحدة السكنية واسم الشارع الذي يقع عليه.
محزن جدا ،أن المواطن السعودي يشبه سكان المناطق المتخلفة في العالم، في عدم وجود عنوان سكني له، إذا أراد السفر إلى الدول المتقدمة في العالم ،يجد أن في نماذج التأشيرة طلب كتابة أكثر من عنوان، مثل العنوان السكني ،والعنوان البريدي ،و العنوان الالكتروني ،والكثير منا ليس لديه إلا عنوان واحد وهو صندوق البريد، أو يستعير رقم صندوق البريد لأحد أصدقائه ليملأ به هذا الفراغ.

صحيفة اليوم السعودية:  عدد 12792 صفحة الرأي  الأثنين 1429-06-19 هـ 2008-06-23 م

0 التعليقات: