أمهات وعائلات ضحايا الطرق!!

الاثنين الماضي كتبت عن ثقافة المرور ،وتلقيت تعليقا من القارئة لميا الزامل، وقد اثنت على ما كتبت حول ما تشهده مدننا وقرانا من حوادث مرورية ، إلا أن ما لفت انتباهي في رسالة لميا الالكترونية، تفكيرها مع عدد من بنات المجتمع في المنطقة الشرقية لإنشاء لجنة لأمهات وأهالي ضحايا حوادث السيارات ،وقد أرفقت لي مشكورة خطة كتبت بعناية حول هذا المشروع الوطني المهم ،وكانت العبارة اللازمة أو الشعار هو «سلامة الطريق».وأشارت في رسالتها إلى أن شركة ارامكو السعودية تتولى مشكورة دعم إنشاء هذه اللجنة .
لعلي في البداية أدعو سمو أمير المنطقة الشرقية، بما عرف عن سموه من رعاية شاملة لكل ما فيه خدمة الوطن والمواطن في بلادنا، وفي منطقتنا الشرقية العزيزة ، إلى تبني هذا المشروع وتحويله إلى جمعية اجتماعية وطنية ،يشارك فيها الجميع مع كل أقارب ضحايا الحوادث المرورية في المملكة ،ويكون ضمن أهدافها ، رعاية من يكتوون بنار هذه الحوادث ،بالإضافة إلى العمل وفق أساليب علمية لدراسة هذه الحوادث، ومعرفة أسبابها بدقة ، ومن ثم العمل مع كل الجهات ذات العلاقة، لوقاية المجتمع منها ،حيث أدمت قلوب الآلاف من أبناء وطننا العزيز. ولقد حفزتني رسالة الأخت لميا، ومشروع إنشاء هذه الجمعية الجديدة في فكرتها ورسالتها وأهدافها، إلى محاولة البحث عن بعض البيانات والأرقام والمعلومات عن الحوادث والمخالفات المرورية في بلادنا، ففوجئت ببعض الحقائق المخيفة، التي تجعلنا نقف جميعاً مع ضرورة سرعة إنشاء هذه الجمعية، ومن هذه الحقائق الرقمية المهولة على سبيل المثال لا الحصر، أن عدد المخالفات المرورية يصل أحيانا في المملكة إلى تسعة ملايين مخالفة في العام، وان الخسائر المادية لحوادث المرور السنوية تصل إلى حوالي ثلاثة عشر مليار ريال، وانه بمعدل كل ساعة ونصف يتوفى شخص نتيجة لهذه الحوادث، ولذا احتلت بلادنا مركز الصدارة عالمياً في عدد الوفيات نتيجة لحوادث السيارات، وقد بلغت حوادث السيارات في الأربعة والثلاثين عاماً الأخيرة ثلاثين ملايين حادث أي بمعدل يزيد عن مليون حادث في العام الواحد، وتلعب السرعة السبب الرئيسي الأول لخمسين في المائة من هذه الحوادث،ووصل عدد المتوفين في عام واحد الى ستين ألف ضحية،ويكاد لا تمر دقيقة في المملكة إلا ويقع فيها حادث، وتخسر بلادنا 4% من دخلها القومي بسبب الحوادث المرورية، أما من تتسبب الحوادث المرورية في إعاقتهم فيصلون إلى مائة معاق يومياً،أكثر المخالفات المرورية بعد السرعة قطع الإشارة.
هذه الأرقام التي سجلتها على عجل ، ولذا قد تحوي بعض المعلومات التي ينقصها الكثير من الدقة، إلا أنها على الرغم من ذلك ، تقرع ناقوس الخطر من الحوادث المرورية، وتؤكد الأهمية القصوى للتضامن مع أمهات وعائلات ضحايا الطرق، والتعجيل بتأسيس جمعية وطنية للوقاية من حوادث الطرق ورعاية مصابيها في كل مناطق المملكة.

0 التعليقات: