نعم يا وزير النقل .. إنها أزمة ثقافة!!

زار وزير النقل الدكتور جبارة الصريصري مرور الرياض، واطلع على التقنيات الحديثة جداً، في مركز القيادة والتحكم المروري، ونظام إدارة الحوادث الشاملة ، حيث وضعت الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض بالتعاون مع مرور العاصمة استراتيجية السلامة المرورية في الرياض .
لقد أثبتت الدراسات ومنها دراسات متميزة قامت بها هيئة تطوير الرياض، أن الرياض من المدن التي ترتفع فيها نسبة عدد السيارات المتحركة في وقت واحد ،و أن معظم تلك العربات لا تضم إلا راكباً واحداً هو السائق، أو سيدة واحدة فقط مع السائق.
ولقد أضاف وزير النقل حقيقة جديدة ،عن الحركة المرورية في بلادنا ، وعن الحوادث التي تشهدها الطرق بين المدن والقرى، والشوارع داخل هذه المدن، والتي بلغت ضحاياها ما معدله أربع وفيات يومياً ،حيث يقول معاليه إن الدراسات أثبتت أن 85% من الحوادث المرورية بسبب الأخطاء البشرية، ومالم تتغير ثقافة المجتمع، وثقافة السائقين فسوف تستمر رؤية هذه الحوادث .ولكن كيف يمكن تغيير الثقافة المرورية في المجتمع ؟هذا هو السؤال المهم الذي لم يجب عليه وزير النقل .
تعديل الثقافة المرورية للمجتمع السعودي بمواطنيه ومقيميه يحتاج إلى قوانين مرورية صارمة، وغير قابلة للنقاش،و تطبق على الكبير قبل الصغير، كما تطبق على القريب والبعيد، لان نفس هؤلاء المتلبسين بالثقافة المرورية السعودية من السعوديين عندما يقودون السيارات في أي بلد غير المملكة ،ولو انه لا يبعد عن بلادنا كثيراً مثل دول الخليج، نجد أنهم من أكثر المتمسكين بالأنظمة المرورية، فأين ذهبت ثقافتهم المرورية السعودية؟ كما أن غير السعوديين من المتعاقدين عندما يعودون إلى بلدانهم ،يتخلصون من الثقافة المرورية السعودية في ميناء الوصول ليعود تمسكهم بالأنظمة والقوانين المرورية في بلادهم، رغم أن بعضهم عاش في المملكة لسنوات طويلة .
ومع الأهمية القصوى لكل المعدات والأجهزة ، وأحدث التقنيات المرورية التي يستوردها جهاز المرور في بلادنا ،والتي بعضها لم يبدأ في استخدامها حتى في الدول التي صنعتها ،كما أنها لا تستخدم حتى في الكثير من دول العالم المتقدمة ، إلا أن كل ذلك ليس بأهمية وضع قوانين مرورية صارمة ،وتطبيقها على الجميع ،مثل كل دول العالم وفي مقدمتها دول مجلس التعاون.
في بلد لا يتوفر به وسائط للنقل العام المنظم والمنتظم،مما يضطر الجميع ،وخصوصاً ذوي الدخل المتدني من العمالة إلى التشارك وشراء سيارة ليس لها من صفات السيارات إلا الاسم ، لنقلهم إلى الأسواق ،ولتبادل الزيارات ،ولقضاء حاجياتهم لتعرقل الحركة المرورية وتسبب الكثير من الحوادث.
باختصار مشكلة المرور عندنا أسبابها عديدة ،على قمتها عدم وجود نقل عام منتظم، وعدم التطبيق الفعلي لكل أنظمة المرور ،وحينها فقط يمكن الحديث عن الثقافة المرورية.

0 التعليقات: