الربيعة والمانع والحزام الصحي!!

177570_7908 تداولت مؤخراً العديد من وسائل الإعلام المحلية، وخصوصاً الصحف الورقية والالكترونية ، ما سمته بمشروع الحزام الصحي ،وهو مشروع نسبته إلى وزير الصحة السابق الطبيب حمد المانع ،ثم أوردت تصريحا لوزير الصحة الجديد الطبيب عبدالله الربيعة ،نفى فيه المسمى إلا انه لم ينف المشروع.
اعتقد أن المواطن السعودي والذي يرى أن الدولة تعلن في كل ميزانية البلايين من الريالات المخصصة للخدمات الصحية، لا يهتم بتسمية المشاريع الصحية وهل تكون حزام ،أو رباط ،أو مدينة طبية، أو مستشفى عالمي، أو مستوصف ،أو مركز رعاية ،المهم عند هذا المواطن نوعية الخدمات الصحية وجودتها، ومن ثم التوزيع الجغرافي العادل لهذه الخدمات في كل مناطق المملكة الثلاثة عشر.
المواطن يريد أن يرى في كل منطقة على الأقل مستشفى تخصصيا عاما واحدا مفتوحا لكل الحالات التخصصية الدقيقة، ويريد هذا المواطن مستشفيات تحقق الهدف الأول ،وهو تقديم الخدمات الوقائية والعلاجية له في كل مدينة وقرية سعودية، دون الحاجة إلى فيتامينات من فئة الواو .المواطن في بلادنا لا يميل إلى تحول وزارة الصحة من وزارة هدفها المعلن تقديم الخدمات الصحية، إلى وزارة تقدم التعليم الطبي حيث بعد نقل عشرات المعاهد والكليات الصحية منها إلى وزارة التعليم العالي ، عادت وافتتحت كلية طب تابعة لها، وكأنها قد قامت بكل الخدمات الأساسية المطلوبة منها وهي تقديم الخدمات الطبية النموذجية في المجالين العلاجي والوقائي لكل المواطنين والمقيمين والحجاج والمعتمرين، وتصر على تقديم خدمات إضافية ليست من واجبها .
خدمات وزارة الصحة هي الطب العلاجي والوقائي، ومكافحة انتشار الأمراض والأوبئة ،ومن ثم تأمين سرير لتنويم من يحتاج إلى تنويم ،وطبيب لفحص من يشكو من أي علة عضوية، أو نفسية ،وعدم اضطرار المواطن لمراجعة المستشفيات الخاصة ،والتي يهدف الكثير منها بكل أسف إلى تحصيل اكبر قدر من الأموال على حساب حالة المريض النفسية ،وذلك بإبلاغه بان حالته تستدعي العديد من التحليلات والصور الإشعاعية، والأدوية وأنه قد يحتاج إلى عملية أو أكثر من عملية جراحية هذا غير الزيارات المتعددة ولأكثر من طبيب في المستشفى الخاص. وكذلك تأمين الأدوية للمرضى من المواطنين ، وعدم إحالتهم إلى الصيدليات الخاصة لامتصاص ما في جيوبهم من نقود كان من المفترض صرفها على الغذاء الصحي لأفراد عائلاتهم للوقاية من الأمراض.
من أهداف وزارة الصحة التدريب على رأس العمل ،لكل الكوادر البشرية الوطنية من المتخرجين في كليات الطب والعلوم الطبية، والصيدلة ، والتمريض ، وعدم التدريب ومن ثم الاعتماد على الكوادر الوافدة، أليس من الطريف أن المملكة مازالت رغم مرور أكثر من قرن على توحيدها تعتمد وبشكل كبير على الكوادر الطبية الوافدة.
بلغة واضحة المطلوب خدمات صحية نموذجية ،وحينها أطلقوا عليها ما تشاءون من الأسماء والصفات.

0 التعليقات: