خميس المزارعين السعوديين!

بين الحين والآخر ،وفي فترات زمنية غير متباعدة، تفاجئنا أمانة منطقة الرياض، وأمينها الشاب المثقف سمو الدكتور عبد العزيز بن عياف، بخطوات فريدة من نوعها،لم نعتاد عليها وبالذات من الأمانات والبلديات ،عبر تاريخها الطويل خلال الخمسين عاماً الماضية ، ونتمنى أن تعمم أمانات المناطق هذه الخطوات على كافة مدن ومحافظات بلادنا ،لان هذه الأعمال والمبادرات من صميم أعمال ومهمات أمانات المدن المتحضرة.
من أمثلة هذه الخطوات غير المسبوقة على الإطلاق في بلادنا ، تبني الأمانة عرض مسرحيات سعودية وعربية بالتعاون مع المؤسسات الثقافية الأخرى في المنطقة ،وان تشرف بل وحتى تبني الأمانة حدائق ومتنزهات عامة، ومضامير لممارسة الرياضة وبالذات رياضة المشي للرجال والنساء، وان تحول أسبوع الشجرة والذي كان عبارة عن مناسبة يغلب عليها الطابع الرسمي ،إلى احتفال شعبي يجعل من الرياض قبلة للسياحة الربيعية ،ويحول صحراء الأمس إلى معرض للزهور ,هذا غير تحويل تقاطعات الطرق وميادينها إلى لوحات طبيعية فنية يندر أن تجد مثيلاً لها في الكثير من عواصم العالم.
إلا أن الهدية الجميلة التي قدمتها الأمانة مؤخراً لسكان العاصمة وفي مقدمتهم مزارعوها ، وهي تخصيص مكان في كل يوم خميس للمزارعين في منطقة الرياض لعرض منتجاتهم في أسوق الشمال للخضار والفواكه،وهي خطوة ضمن الجهود المثمرة وغير المسبوقة للأمانة وللقائمين عليها.
هذه الخطوة الرائعة لأمانة منطقة العاصمة، أو خميس المزارعين، يجب أن يتحول إلى خميس للمزارعين في كل مدن وقرى مناطق بلادنا ،وخميس للمزارعين السعوديين على وجه التحديد، و لابد من أن يصبح احد أهم شروطه، كون وجود غير السعوديين فيه للتسوق فقط ،بحيث لا يسمح إلا للسعوديين بالبيع في جميع هذه الأسواق، وإلا فان الأمانات سوف تصبح متهمة من وزارة العمل ،ومن الرأي العام بإدخال غير السعوديين للبيع في أسواق الخضار والفواكه ،وهو ما تم منعه منذ زمن ،بل يمكن القول إن البيع في أسوق الخضار والفواكه هو الحقل الوحيد الذي تم قصره على السعوديين وتم منع غير السعوديين من العمل فيه.
ليس هذا مجالا لمناقشة الجدل الدائر في مجلس الشورى حول الأمن الغذائي أو الزراعي في ظل النقص الكبير في المياه ، ولكن فكرة أمانة منطقة الرياض يجب أن تشجع وقبل ذلك أن تسعود، ومن ثم أن تعمم لتشمل كل الأمانات والبلديات في المملكة.
تجارب أمانة منطقة الرياض، و بلدية الإحساء في وصول واحة الإحساء إلى مركز متقدم في عجائب العالم الطبيعية ،وغيرها من تجارب الأمانات والبلديات، يجب أن يتم تبادل الخبرات فيما بينها من خلال المؤتمرات السنوية التي يتحدث فيها ممثلو هذه البلديات والأمانات عن تجاربهم وكيفية التغلب على بعض ما يواجههم من صعوبات اجتماعية ومالية وغيرها.

0 التعليقات: