أمير الشفافية!!

23 لا يمكن كتابة تاريخ الإعلام السعودي دون الإشارة إلى اسم نايف بن عبد العزيز، فسموه الكريم هو الأب الروحي للسياسة الإعلامية في المملكة، وهو الرئيس لأول مجلس أعلى للإعلام، وهو الرئيس الفخري بل الراعي للجمعية السعودية للإعلام والاتصال، ولكل فعالياتها ومنتدياتها الإعلامية منذ تأسيسها قبل ثماني سنوات .
ما زلت اذكر استقبال سموه الكريم ، لأول مجلس إدارة للجمعية السعودية لعلوم الاتصال، وكان اسمها كذلك، وكنت حينها عضواً في هذا المجلس، فقد رحّب سموه الكريم بتأسيس هذه الجمعية، كما احتفى (حفظه الله) بمجـلس الإدارة، وأبدى كل الاستعداد لدعم هذه الجمعية مادياً ومعنوياً، بل أكد وقوفه معها ضد كل ما قد يواجهها من مصاعب وتحديات مع أي جهة، خصوصاً في مرحلة التأسيس، وبين أهمية الإعلام، ووجود جمعية تجمع المنتسبين إليه تحت مظلة واحدة، وقد بين أن اسم الجمعية قد يكون من الناحية العلمية مناسباً ومفهوماً إلا انه يحتاج إضافة عبارة تؤكد بوضوح علاقة هذه الجمعية بالإعلام والإعلاميين، ولذا اقترح سموه، وبأسلوب في غاية الأدب واللطف، أن يتحول اسمها إلى الجمعية السعودية للإعلام والاتصال .
لقد تعوّدت كل الأوساط الإعلامية من الأمير نايف، البساطة في الحديث والوضوح التام في كل ما يتحدث عنه، لا يعرف عنه في كل أحاديثه ومقابلاته ومؤتمراته الصحفية إلا الشفافية والصراحة والوضوح، رغم العلاقة الوثيقة بين الكثير مما يقوله والجوانب الامنية التي يتسم الحديث عنها لدى الكثير من رجالات الأمن في العالم بالغموض، وتتسم موضوعاتها بالحساسية .
ومن متابعة علمية دقيقة للكثير من مقابلات سموه مع الوسائل الإعلامية المحلية والعربية والعالمية، يتبين أن نايف بن عبد العزيز ينطلق دائماً من ركيزتين أساسيتين في كل أحاديثه ومقابلاته الصحفية ، هما العقيدة والوطن، فلا صوت عند نايف يعلو على صوت الأمن الوطني، المنبثق والمستند على عقيدة إسلامية وسطية لا غلو فيها ولا تطرف، وتبتعد عن الإفراط والتفريط.
عادة ما تتغير نبرة صوت الأمير نايف، وأسلوب حديثه، بل ومشاعره ،عندما يشعر بأن هناك سؤالا من صحفي أو مداخلة قد تتعرض للوطن أو للعقيدة ، ولو بلمحة فيها مجرد إشارة إلى خدش أو إهانة للدين أو للوطن .. ولعلنا نذكر جميعاً موقفه وإجابته عندما سأله احد الصحفيين عن إلغاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في المملكة .. إلا أن سموه الكريم يشد من عضد الصحافة والصحفيين في بلادنا، ويدافع عن الصحفيين السعوديين، ويتسامح عن زلات ألسنتهم، ولعلنا نذكر موقفه في احد المؤتمرات الصحفية، والتي يعقدها سموه بعد تفقد الخدمات التي تقدم لضيوف بيت الله الحرام، في السادس من ذي الحجة من كل عام، عندما احتد احد الوزراء السابقين على الصحافة والصحفيين السعوديين، وقارن بين ما يمكن أن يحدث لصحفي أمريكي، بما يجب أن يحدث للصحفي السعودي الذي ينتقد وزارته دون سند ووثائق تؤكد التهم .
وعلق سموه بأسلوب لطيف أعاد إضفاء المزيد من الود على المؤتمر الصحفي، وأوضح أن لكل مجتمع أعرافه والتي قد تختلف عن تلك الموجودة في مجتمع آخر.
الحديث عن وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز ، بمناسبة صدور الأمر الملكي الكريم بتعيينه نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء ، يطول ولكن يكفي أن نقول: تهنئة للوطن وللمواطن بأمير الإعلام والشفافية.

0 التعليقات: