وسائلنا الإعلامية والحوادث!

تناقلت كل الوسائل الإعلامية العربية، وفي مقدمتها وسائل الإعلام السعودية المقروءة والمرئية وحتى المسموعة مؤخراً، خبر سقوط رافعة في مدينة نيويورك، والتي نتج عنها إصابة عدد من الأفراد بينهم عامل واحد توفي اثر إصابته المميتة.
وأنا أتابع هذا الخبر الذي حدث في مدينة نيويورك، والذي لا يهم المتلقي السعودي ولا العربي، استغربت هذا الاهتمام البالغ، والمتابعة الدقيقة لخبر يحدث على مسافة تقدر بالآلاف من الكيلو مترات، ليس له أي أهمية مكانية ولا نفسية للمتلقي العربي، إذ إن أهميته لا تتعدى سكان الحي الذي حدث فيه، وربما الأحياء المجاورة له، وسكان مدينة نيويورك على أكثر تقدير.
في حي البطحاء وفي سوق الجملة ، حدث قبل أكثر من عام حريق هائل، استمر لعدة أيام، شاركت في عمليات الإطفاء والإنقاذ، الكثير من معدات وسيارات الدفاع المدني والهلال الأحمر، وغيرها، لقد اضطر الدفاع المدني حينها للاستعانة ببعض الفرق التابعة له من خارج الرياض، وبالتحديد من عدد من محافظات المنطقة .. رغم كل ضخامة الحدث، وأهميته لكل المتسوقين ليس في حي البطحاء، ولا في مدينة الرياض أو في منطقة الرياض وحدها، بل في الكثير من مناطق المملكة، لأن الحدث كان في سوق للبيع بالجملة في العاصمة ويستفيد منه بعض غير قليل من أبناء المملكة.
رغم كل ذلك، بقيت وسائل إعلامنا المحلية المسموعة والمرئية صامته عنه، فقط كانت بعض الصحف تتناوله، وبعضها، وبكل حق، تناولته بمزيد من التفصيل وهو أمر يحسب للقائمين على تلك الصحف، حيث مارسوا وبكل جدارة إحدى أهم وظائف الصحافة، وهي الإخبار، وبالذات عن كل ما يهم المتلقي.
لا اعرف السر خلف عدم متابعة إذاعاتنا المسموعة والمرئية للحوادث القدرية والصناعية التي تحدث في المملكة، تُرى هل السبب في ذلك أن هذه الوسائل يمكن التقاطها في الوطن العربي، وحتى خارج الوطن العربي، وهل يتوقع احد أن هناك بقعة من بقاع العالم لا يمكن أن تتعرض في يوم من الأيام لجريمة، أو لحريق أو لهزة أرضية أو لفيضان، أو لغير ذلك من الحوادث، إما بفعل فاعل أو بحكم القضاء والقدر.
وسائل إعلامنا وبالذات الإذاعة والتليفزيون مطالبة قبل غيرها بمتابعة مثل هذه الأحداث، التي تحدث في أي مكان من المملكة، لإعلام الناس القريبين من الحدث وبسرعة لأخذ الاحتياطات اللازمة، ولتوعيتهم بمسببات تلك الحوادث ، وطرق تجنبها ومكافحتها، ولإشعار الجميع بأننا بلد مثل غيرنا من بلدان العالم يحدث عندنا ما يمكن أن يحدث في كل أرجاء الدنيا، ولدينا احدث الإمكانات لمعالجة كل وضع وكل حالة بما تستحق من الاهتمام.
أرجو أن نرى محطاتنا التليفزيونية، وإذاعاتنا تتسابق إلى موقع كل حدث لنقل حقيقة ما يحدث.

0 التعليقات: