تهنئة لعاشق المخطوطات

u15_25 أعلنت أسماء الفائزين بجائزة الملك فيصل العالمية هذا العام مساء يوم الاثنين الماضي ، حيث فاز بجائزة اللغة العربية والأدب البروفسور عبد العزيز بن ناصر المانع، وكان موضوع الجائزة حول تحقيق المؤلفات الأدبية الشعرية والنثرية المصنفة في المدة من سنة ثلاثمائة إلى سنة سبعمائة هجرية.
والأستاذ الدكتور المانع كما يعرفه جميع زملائه في قسم اللغة العربية وآدابها في كلية الآداب بجامعة الملك سعود خصص الكثير من وقته وجهده في مجال تحقيق الكثير من المادة التراثية، حيث يبحث عن كتب التراث من خلال زياراته الدائمة والمتكررة للمكتبات المتميزة بوجود هذا النوع من الكتب في كل دول العالم.
يقول عنه أمين جائزة الملك فيصل العالمية «برهن المانع على إلمام واسع بمصادر مختلفة ومتنوعة أحسن توظيفها في تحقيق عدد من المؤلفات التراثية المهمة وضبطها وإجلاء غوامضها ، متبعاً في ذلك المناهج العلمية الدقيقة في مجال صنعة التحقيق، متزوداً بالأدوات المناسبة التي تيسر للقراء المعاصرين معرفة جانب من التراث الأدبي العربي وإتاحة نصوص أساسية منه للباحثين المختصين وللمكتبة العربية». ويتميز استأذنا الدكتور المانع بشخصية مرحة متواضعة محبوبة من الجميع وله مكانة كبيرة عند كل من يعرفه وفي مقدمة كل أولئك طلابه الذين تلقوا العلم على يديه في الجامعة الأم جامعة الملك سعود . أما زملاؤه في كلية الآداب من أعضاء هيئة التدريس فمكتبه عبارة عن ملتقى لهم جميعاً ودليل ذلك الفرحة التي عمت الجميع بفوزه ، وتوجههم جميعاً لتهنئته واعتبار أن ما تقدمه الجامعة له بمناسبة فوزه ، يمثل أقل ما يمكن أن تقدمه لشخصية رفعت رأس الجامعة عالياً ، ومثلتها خير تمثيل، وقبل ذلك خدمتها لأكثر من أربعين عاماً، قدمت خلالها الكثير من العطاء للعلم وطلابه.
والمانع أو عاشق المخطوطات وتحقيقها، يعد من الرعيل الأول من أبناء الوطن الذين ضحوا من أجل العلم، لم يفكر أبدا وهو يبحث عن المخطوطات في المكتبات العالمية في الحصول على أي مكسب مادي أو معنوي . كان همه الأول خدمة التراث والثقافة العربية وتقديم مخطوطات التراث بأسلوب عصري للجيل العربي المعاصر في كل أرجاء الوطن العربي الكبير، حتى يقدم للأحفاد بعض الصور الحقيقية لما كان يتمتع به الأجداد من علم ومعرفة وثقافة عمت كل أرجاء المعمورة في مختلف الفنون والعلوم والآداب.
حصل عاشق المخطوطات ـ الذي أفنى الكثير من أيام شبابه في البحث والتحقيق وقراءة كل شيء بكل مخطوطة عثر عليها ـ على الشهادة الجامعية في اللغة العربية من كلية اللغة العربية بالمملكة، ثم على الدكتوراة من بريطانيا، وعمل في الملحقية الثقافية السعودية بأمريكا، وعمل أستاذا زائراً في جامعات عربية، ومن دلائل عصاميته المبكرة أنه في إحدى مراحل حياته جمع بين العمل والدراسة.
تهنئة من القلب لأبي إياد ،ولإياد نفسه، ولشقيقته، ولوالدتهما.

0 التعليقات: