مخرجات التعليم والبطالة

لقد دق جرس الإنذار أو ناقوس الخطر ولأول مرة وزير التربية والتعليم ،عندما صرح في مؤتمر صحفي بأن «90% من مخرجات التعليم الحالية لا ترتبط بسوق العمل» والحقيقة أن هذه المسئولية يشترك فيها مع وزارة التربية والتعليم ، وزارة التعليم العالي بجامعاتها الحكومية العشرين ،وجامعاتها الخاصة الخمس، والمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بكل كلياتها التقنية ومعاهدها الفنية والمهنية ،هذا في جانب التعليم والتدريب كما يشارك هذه المؤسسات التعليمية والتدريبية عدد من المؤسسات التوظيفية والتشغيلية ،منها وزارة العمل، ووزارة الخدمة المدنية ، ومجلس الغرف التجارية والصناعية، كما يشاركهم في تحمل هذه المسئولية الوطنية الكبرى جهة تمويلية وهي هنا وزارة المالية.
عندما يتحدث اكبر مسئول في وزارة التربية والتعليم ،ويكشف عن دور مخرجات التعليم في البطالة، وعن تلبية هذه المخرجات لاحتياجات سوق العمل، الوزير لم يأت بجديد،لان القطاعين العام والخاص وخطط التنمية وخصوصاً الثلاث الأخيرة منها ،تنحي باللأئمة في مشكلة البطالة على مخرجات التعليم ،الجديد في هذا التصريح اعترافه ولأول مره بهذه العلاقة .
المطلوب من معاليه أن يرشدنا إلى الحل لهذه المشكلة التي يرددها الجميع، فالتعليم العالي يحيلها إلى التعليم العام ،والتعليم العام يحيلها إلى التعليم العالي، والتدريب التقني والمهني يحيلها إلى التعليم العام ،والأخير يعيد الكرة إلى ملعب التدريب بكل مؤسساته .والضحية في هذا النقاش البيزنطي ،هم أبنائنا والذين يحملون ملفهم العلاقي الأخضر بين مؤسسات التوظيف الحكومية والأهلية ولا من مجيب .
الحل في نظري أن يلتقي خبراء من جميع الجهات التوظيفية والتعليمية والتدريبية وفي اجتماعات مكثفة ، تحدد مدة عملهم بفترة زمنية محددة، يجرون خلالها العديد من الدراسات والبحوث، ويخرجون من كل ذلك بعدد من التوصيات ترفع للوزراء المعنيين في قطاعاتهم، الذين بدورهم يرفعون تلك التوصيات ،لتصدر على شكل قرارات من أعلى سلطة تنفيذية في بلادنا وهو مجلس الوزراء .المسألة جد مهمة، قد لا يشعر بها كبار المسئولين اليوم ولكنها تزحف لتأتي على الأخضر واليابس وسوف يشعرون بها في القريب العاجل عندما لا يجد أقاربهم أي فرصة للعمل لا في القطاع الحكومي ولا الخاص.
لا نريد لأبناء بلادنا أن يعانوا البطالة ويعيش بين كل ثلاثة سعوديين منهم وافد جاء بتأشيرة عمل ليعمل في مهنة بسيطة قد يقوم بها أي سعودي أو سعودية .لا ليست العادات ولا التقاليد التي تمنع السعوديين من قبول أي عمل ،فقد وجدت من يعمل ،وكذلك من لديه الاستعداد ليعمل ،في أي مجال، فقط مع ضمان العيش بدخل يوازي مستوى المعيشة في بلادنا لشخص محدود الدخل .
البطالة داء مدمر، وإذا استفحل فسوف يشعر بلظاه الجميع ولا أستثني أحدا، وما نبحث عنه اليوم من كبار المسئولين وفي مقدمتهم وزير التربية والتعليم وضع الحلول لأننا قد شبعنا من وصف المشكلة.

0 التعليقات: