سياحتنا واستراحات الطرق !!

قرأت مؤخراً أن مسئولية استراحات الطرق قد انتقلت من أمانات المناطق وبلديات المحافظات إلى وزارة النقل ، إلا أن المفترض أن تضم مسئولية هذه الاستراحات إلى الهيئة العامة للسياحة والآثار.
هذه الاستراحات من العناصر المهمة في صناعة السياحة ،وخصوصاً في المملكة حيث الاعتماد الكبير للمواطنين في تنقلاتهم وفي أسفارهم للسياحة الداخلية بكل أنواعها وللسياحة الخارجية في البلدان المجاورة على النقل البري الخاص، كما أن العمالة الوافدة من الدول العربية القريبة من المملكة يعتمدون في تنقلاتهم لبلدانهم على النقل البري العام متمثلاً في شركات النقل البرية أو على سياراتهم الخاصة.
لهذه الأسباب ولغيرها أرى أن تناط مهمة الإشراف والترخيص لكل استراحات الطرق في بلادنا بالهيئة دون غيرها ،وذلك للعديد من الأسباب لعل في مقدمتها الحماس المنقطع النظير لدى إدارة هذه الهيئة والقائمين عليها ،لتقديم خدمة سياحية نموذجية في بلادنا .
ولعلي أشير إلى بعض المواصفات المتوافرة في استراحات الطرق للكثير من دول العالم المتقدمة ، والتي آمل أن نجدها ضمن الشروط الأساسية ،التي تضعها الهيئة العامة للسياحة والآثار ،عند الترخيص ببناء أي استراحة جديدة ،وتعطى الاستراحات القائمة حالياً مهلة زمنية معقولة للوفاء بهذه الشروط ،أو التوقف عن العمل .
ومن تلك المواصفات على سبيل المثال لا الحصر، توافر مسافة لا تقل عن مائة وخمسين كيلو مترا بين الاستراحة والأخرى،ووجود مركز أمني مصغر، ومركز صحي، وآخر للدفاع المدني، و للهلال الأحمر ،كما لابد من توافر مركز للتسوق، ومطاعم راقية نظيفة، ومقاه يمكن استقبال الانترنت فيها، وغرف للإيجار بالساعة ،والكثير من دورات المياه النظيفة، التي يمكن دفع مبلغ رمزي لاستخدامها، ومكينة للصرف الآلي، وقبل كل ذلك ما يجب أن يميز استراحات الطرق في المملكة وجود مسجد ، مع أماكن نظيفة جداً للوضوء، كل هذا بالإضافة إلى خدمات السيارات وإصلاحها ونقلها ،ومحطات لتقديم كل أنواع الوقود للسيارات ،ويجب مراعاة ذوي الاحتياجات الخاصة في كل ما تقدمه استراحات الطرق البرية لروادها .ويمكن الاعتماد على عمالة سعودية ،ولضمان ولائهم لهذا النوع من العمل لابد من إشراكهم في رأسمال هذه الاستراحات، وفيما تقدمه من أرباح.
الطرق البرية في بلادنا تضاهي الكثير من نظيراتها في البلاد المتقدمة ، إلا أن أوضاع الاستراحات على هذه الطرق الدولية، تمثل بقعة قبيحة تسيء لكل مابذلته الدولة من بلايين الريالات في بنائها ، الذي نفاخر به أمام كل القادمين إلى بلادنا للحج أو للعمرة أو للزيارة أو للعمل .
إن استراحات الطرق النموذجية المقترحة على طرقنا بين المناطق والمحافظات ،سوف تلعب دوراً مؤثراً وكبيراً في تنمية السياحة الداخلية والخارجية،لو أنشئت على أساس أنها شركات مساهمة ، و سوف تعود بأرباح جيدة للمساهمين فيها وفي مقدمتهم العاملون فيها من السعوديين.

0 التعليقات: