ماذا يريد الرياضيون من الإعلام؟

يشن الإعلام عندنا مسموعاً ومقروءا ومرئيا، حملة شعواء على رعاية الشباب ،وجهودها في تطوير الرياضة ،كلما انهزم المنتخب السعودي، في أي بطولة إقليمية أو قارية أو دولية. وتعبر هذه الوسائل عن فشل كل هذه الجهود المبذولة منذ أكثر من نصف قرن، على الرياضة والرياضيين.وتتهم رئاسة الشباب والمسئولين فيها، بتدخلهم السافر في كل جوانب المنتخب وفي مقدمتها الجوانب الفنية ، وفي التدريب على وجه الخصوص.
والعكس تماماً يحدث عندما يفوز المنتخب، فتأتي الشهادات من كل الوسائل الإعلامية ، والمحللين والمعلقين الرياضيين ، بنجاح كل الجهود ، وبان هذا النجاح ما كان له ليتم لولا ما بذلته الإدارة والمدرب، والدعم المادي من الدولة ومن رعاية الشباب ومن المسئولين في الرئاسة .نفس المعلقين والمحللين الرياضيين، الذين هاجموا المنتخب أمس ومدربه والرئاسة واللاعبين، ينقلبون اليوم مائة وثمانين درجة ليمتدحوا الفريق ،وكل لاعبيه وجهازه الفني والإداري والرئاسة والمسئولين فيها .
لا نقول إلا سبحان مقلب القلوب ،ولكن أعطوني منتخبا أو فريقا رياضيا من أي قارة من قارات العالم، فاز في كل بطولات كأس العالم، أعطوني أي منتخب مثل قارته في كل دورات كأس العالم، يمكن أن نرى المنتخب الياباني هذا العام في كأس العالم ،ولا نراه بعد أربع سنوات . في الرياضة كما في غيرها دوام الحال من المحال، بطولات كأس الخليج لم ولن تحتكرها في كل الدورات دولة واحدة.
لقد لعب إعلامنا الرياضي دوراً كبيراً في فقدان الثقة في اللاعب الوطني، و الحكم السعودي حتى اضطررنا، إلى استقدام حكم أجنبي لتحكيم مباريات الفرق السعودية في معظم البطولات المحلية. بعد أربعين عاماً من الجهود المضنية لرعاية الشباب من اجل تطوير الرياضة السعودية وفي مقدمتها كرة القدم، هاهي تضطر وبسبب الإعلام الرياضي إلى الاستعانة بغير السعوديين في، اللعب ،وفي التحكيم ،وفي التدريب وأخيرًا قد تضطر للاستعانة بالوافدين في التعليق الرياضي ،وفي الإدارة الرياضية.
كما أننا يجب ألا نقبل الهزائم الدائمة ، فكذلك يجب الا نتوقع الفوز الدائم، والخروج من كل بطولة قارية أو إقليمية أو دولية فائزين ،هذه الحقيقة يلعب في ظلها الانجليز وهم أصحاب مدرسة في كرة القدم، كما يؤمن بها البرازيليون وغيرهم من عمالقة هذه اللعبة.
في بلد لازال هناك من يحرم كرة القدم على الجنسين ، ولا زال بعض من يدعي الانطلاق من قاعدة شرعية ،يعتبر ممارسة كل أنواع الرياضة من المحرمات للنساء، ورغم كل ذلك استطاعت المملكة تمثيل قارة آسيا في بطولات نهائيات كأس العالم لأربع مرات متتالية،و فزنا بكأس الخليج ،وحقق الناشئون كأس العالم ، ولعبت فرق سعودية بطولات عالمية، في كرة القدم وفي غيرها من الألعاب الرياضية، ومع كل ذلك لابد أن نتوقع الخسارة فهذه هي الرياضة فوز وخسارة.

0 التعليقات: