تعد الوسائل الإعلامية ، واحدة من العوامل المؤثرة في تشكيل الإنسان ،وظهوره بالصورة التي هو عليها، فقد تم إضافتها إلى الأسرة والمدرسة والمجتمع ، وهي العوامل التي يشار دائماً إلى تأثيرها البالغ في تشكيل العقلية البشرية .
من الأدوار المهمة للرسائل الإعلامية، الوقوف في وجه الإشاعات بكل أنواعها، فوسائل الإعلام تحارب الإشاعة، وفي كل الأوقات كالحروب والاضطرابات وغيرها ،بل إن الشفافية فيما يقدم من خلال الوسائل الإعلامية تساعد في وأد الإشاعة في مهدها، والمعروف علمياً أن القضاء على الإشاعات لا يتم إلا من خلال الوضوح وكشف الحقائق من خلال وسائل الإعلام في كل الموضوعات وبالذات الموضوعات التي تهم الرأي العام.
كما أن وسائل الإعلام تساعد في تحقيق الوحدة الوطنية، والتكامل بين أجزاء الوطن المترامية الإطراف، فلها دور كبير في التعريف بثقافات المناطق المختلفة ولهجات تلك المناطق وعادات وتقاليد كل منطقة ،ومن ثم تشكيل ثقافة موحدة في الملبس واللهجة وتحويل الاختلافات الثقافية إلى تنوع مرغوب فيه يبحث عنه ويعشقه الجميع.
ودور هذه الوسائل يتعدى توحيد الثقافات في البلد الواحد ،إلى توحيدها في العالم ،حيث تسهم بل وأسهمت هذه الوسائل فيما يشهده عالم اليوم من العولمة وهي دمج ثقافات العالم في ثقافة واحدة ألا وهي ثقافة الأقوياء.
إن ما نشهده اليوم من تشابه بل شبه توحد، في المأكولات والمشروبات والملبس والموسيقى بل وفي بعض المفردات اللغوية ، وحتى المظهر العام ، التي تتعامل بها الأجيال الشابة في معظم دول العالم لعبت فيها الوسائل والرسائل الإعلامية دوراً كبيراً.
وعبر وسائل الإعلام ومن خلال ما تقدمه من رسائل توعية معتمدة على الحقيقة والمكاشفة يستطيع العالم محاربة الإرهاب إذ تستطيع تعريتهم للأمة وكشف مخططاتهم الدنيئة والإجرامية وما يسعون لتحقيقه .
تبقى وسائل الإعلام مسموعة ومقروءة ومرئية في مقدمة العوامل المؤثرة في كل جوانب التنمية الثقافية والاقتصادية والاجتماعية التي يشهدها العالم اليوم في كل المجالات.
وامام هذا الزخم الكبير للوسائل وللرسائل الإعلامية الموجهة بالصوت والصورة والكلمة ،ومن خلال الهاتف الجوال الذي ينتقل معنا في كل مكان ،نحن مطالبين أكثر من أي وقت مضى بالانفتاح على الإعلام ،بكل وسائله ورسائله ،وإلغاء الحساسية التي كان البعض يتعامل بها معه في السابق، فقد ودع العالم الرقابة التقليدية بكل أنواعها، ولم يعد في الإمكان تمزيق بعض الصفحات من كتاب أو مجلة أو جريدة ،ولم يعد أيضا في الإمكان التشويش على محطة إذاعية أو تلفزيونية لمنع رسائلها من الوصول إلى المتلقي ، فلقد أصبح عند هذا المتلقي، ألف طريقة وطريقة سهلة جداً للوصول و للحصول على المعلومة التي حاول الرقيب بطريقته التقليدية حرمانه من الحصول عليها .
إعلام اليوم يحتاج منا جميعاً،إلى التعامل معه بوعي كامل وعدم تطبيق المفاهيم التقليدية التي تعاملنا بها معه في ما مضى.
إعلام اليوم والتعامل معه
في الأحد، 28 ديسمبر 2008
0 التعليقات:
إرسال تعليق