أعتقد أن الشعب السعودي شعب يفتقد لثقافة التعامل بالخرائط، بل إن الخريطة في لهجات بعض مناطقنا مازالت تعني الكيس الذي تحمل فيه الأمتعة. لقد خطرت ببالي فكرة أن تقوم الهيئة العامة للسياحة والآثار باستحداث وكالة رئيسية فيها مهمتها الأولى والأخيرة، نشر ثقافة استخدام الخريطة في المجتمع السعودي، لكن لماذا هيئة السياحة والآثار؟ لأنني كنت في الاحساء وفي مدينة الهفوف بالتحديد ، وقد احتجت لان استوقف عددا من سائقي السيارات، لسؤالهم عن موقع جبل قارة، ولم اهتد إلى موقع هذه الجبال بالتحديد ، حتى طلب مني صاحب إحدى السيارات الذي سألته، أن اتبعه حتى أوقفني أمام ذلك المعلم السياحي الفريد من نوعه، وقد فعلت الشيء نفسه للتعرف على موقع قصر إبراهيم. كنت أعتقد أن هذه مشكلتي وحدي إلا أنني عندما حدثت عنها بعض الزملاء الذين قضوا إجازاتهم الصيفية في منطقة الباحة أو في مدينة الطائف وجدت أنهم قابلوا نفس مشكلة الوصول إلى الأماكن السياحية.
الهيئة العامة للسياحة تستطيع إنتاج خرائط سياحية لكل مناطق المملكة الثلاثة عشر، محددة عليها وبدقة طريقة الوصول إلى المعالم السياحية في كل بلادنا، بحيث تحدث هذه الخرائط كل خمس سنوات، وتوزع وتنشر هذه الخرائط في كل أرجاء المملكة، مثلاً في محطات الوقود داخل وبين المدن والقرى ، بحيث تصبح الخريطة متاحة لكل مواطن ومقيم، وتقدم هدية من الهيئة، للتعريف بها، وبما تقوم به وتقدمه للوطن وللمواطن من خدمات، وببريدها الالكتروني، وهواتفها وغير ذلك من طرق التواصل معها ومع ممثلياتها في كل مناطق المملكة.
وهناك طريقة لا تتكلف فيها ميزانية الهيئة بأي مصاريف مادية ، مقابل تصميم وطباعة وتوزيع هذه الخرائط ،بتحديد أماكن المطاعم والمحطات والأسواق المركزية والفنادق والشقق المفروشة ومكاتب السفر والسياحة وغيرها من أماكن تقديم السلع والخدمات على هذه الخرائط، مقابل مبلغ مادي تقدمه تلك المؤسسات يغطي في مجموعه كل تكاليف تصميم وطباعة ونشر ثقافة استخدام الخرائط في المجتمع السعودي.
أعرف أن المسئولين في الهيئة العامة للسياحة والآثار، قد لا يعرفون عن هذه المشكلة أثناء زياراتهم الاماكن السياحية ، حيث لا يمرون بما يمر به المواطن والمقيم من عدم معرفة المواقع السياحية، وطرق الوصول إليها، لأنهم يستقبلون في المطارات أو في الفنادق، ويأتي أحد أبناء المنطقة من الإمارة أو من المحافظة أو من مكتب الهيئة لايصال هذا المسئول بكل يسر وسهولة إلى الأماكن السياحية التي يقصدها.
إن طباعة أكثر من مليوني خريطة، تحتوي على الأماكن السياحية في المملكة، سوف يسهم في التعريف بالهيئة وبالأماكن السياحية، ونشر ثقافة استخدام الخريطة الذي له من الفوائد ما سوف أخصص له حلقة أخرى من هذه الزاوية.
هل تفعلها هيئة السياحة ؟
في الأحد، 21 ديسمبر 2008
0 التعليقات:
إرسال تعليق