كانت جامعة الملك سعود في الرياض وفرعيها في أبها والقصيم تنظم أسبوع الجامعة والمجتمع, الذي أشاد به مجلس الوزراء في إحدى جلساته ،وكان من ضمن أهم نشاطات ذلك الأسبوع ما كان يعرف بـ «يوم المهنة» ،ومن الطريف أن مدير الجامعة اليوم الدكتور عبد الله العثمان الذي كان حينها عميدا لشئون الطلاب هو المسئول عن نشاطات يوم المهنة. كما كانت جامعة الملك عبد العزيز تخصص احتفالية كاملة هي أسبوع المهنة حيث تفعل الشيء نفسه تقريباً.
كانت فكرة ذلك اليوم الذي يمتد طوال أسبوع الجامعة والمجتمع هي الجمع بين الشركات والمؤسسات الراغبة في توظيف الخريجين والطلاب المتوقع تخرجهم ،كان من أهم أهداف ذلك اليوم مساعدة الخريج الحديث الذي يبحث عن عمل وجمعه مع جهة التوظيف أو أرباب العمل في القطاعين العام والخاص . كنت قد انتقدت هذا الأسلوب الذي يقدم به هذا النشاط وفي أكثر من مقالة صحفية نشرتها جريدة الجزيرة في زاويتي الأسبوعية «كلمات معدودة» كانت وجهة نظري تتلخص في تحويل الجامعات ولمدة أسبوع واحد كل عام إلى مزار لرجال الأعمال ومديري المؤسسات في القطاعين العام والخاص .ولكن بعد أن تكون كل الكوادر الإدارية والفنية في كل جامعة من المتخرجين فيها.
فمثلاً الإدارات ذات الطابع الإعلامي يعين فيها المتخرجون في أقسام الإعلام ،والإدارات ذات الطابع المحاسبي يعين فيها المتخرجون في قسم المحاسبة ،والإدارات ذات الطابع المعماري يعين فيها المتخرجون في قسم العمارة ،وكذا المتخرجون في كلية الزراعة يتم تعيينهم في إدارة التشجير والحدائق، وفي مستشفيات الجامعة يتم تعيين المتخرجين في الكليات الصحية على اختلاف تخصصاتها ، وفي مكتبات الجامعة يتم تعيين المتخرجين في أقسام علوم المكتبات وهكذا .بعد أن تكون جامعاتنا قد وثقت في قدرات خريجيها ,وأثبتت فعلياً وعملياً أن خريجيها هم وحدهم الذين استطاعوا أن يديروا مختلف الإدارات فيها ،حينها تتم دعوة المجتمع والمسؤولين في القطاعين العام والخاص لرؤية الواقع بكل شفافية ووضوح على الطبيعة وهنا يتحقق يوم أو أسبوع المهنة .
إذا كانت الجامعات لا تثق في المنتج الذي تنتجه ،وهو هنا الخريج ،وذلك بان تتيح له فرصة العمل فيها ،بدلا من الأجنبي فكيف تطالب القطاعين العام والخاص بتعيين هذا المنتج. جامعاتنا مطالبة قبل كل مؤسسات المجتمع في القطاعين العام والخاص بإثبات جدارة الخريجين وذلك بالاعتماد عليهم كل في تخصصه.لا يمكن أن نطلب من أي مؤسسة حكومية أو أهلية تعيين المتخرجين في أي جامعة، إذا كان معظم العاملين في هذه الجامعات من المتعاقدين الأجانب، ومن غير المتخرجين في أقسام الجامعة نفسها.
بلغة أخرى إذا كنت لا تثق في قدرة خريجيك ، فلا يمكن أن تطالب الآخرين بالثقة بهم وتعيينهم.
جامعاتنا ويوم المهنة
في الأحد، 14 ديسمبر 2008
0 التعليقات:
إرسال تعليق