الأفضلية للسعوديين !!

تطالعنا صحافتنا بين الفترة والأخرى بإعلانات لطلب عاملين في بعض الشركات ، ومن الملاحظ أن بعض هذه الإعلانات تنشر باللغة الانجليزية، كما أن الكثير منها لا يكتب اسم الشركة المعلنة ،فقط تشير في أحيان غير قليلة إلى تخصص الشركة الصادر عنها الإعلان.
رغم أهمية هذا ،إلا أن الأكثر أهمية أن يتضمن الإعلان أسماء الشركات المعلنة وتخصصاتها ، بل وحتى نسبة العمالة السعودية فيها إلى غير السعوديين، وموقعها أي عنوان مقرها ، والا يكتفي بصندوق بريدها ، وكأنها لا تريد أن ترى أحدا من المواطنين .
الطريف في مثل هذه الإعلانات أنها تضع وبالخط العريض ،المتميز عن الخط الذي كتبت به كل عبارات الإعلان عبارة «الأفضلية للسعوديين» على رأس الإعلان ،كما تكتب نفس العبارة باللغة الانجليزية في الإعلانات التي تكتب بهذه اللغة.
أكثر الأمور لفتاً للانتباه في مثل هذه الإعلانات هي الشروط والمواصفات المطلوبة فيمن يحدث نفسه بالتقدم لهذه الوظائف ، إنها بصريح العبارة شروط تعجيزية، توحي بأن هذه الوظيفة بكل مواصفاتها المذكورة ، لن تنطبق على سعودي ، بل هي توحي بأن هذه الوظيفة بشروطها ومواصفاتها أعدت خصيصاً لشخص محدد .
من الشروط والمواصفات التي تذكر في بعض هذه الإعلانات العمر وتحديده بسنوات محددة ،أي يقال أن عمر المتقدم ثلاثة وأربعون عاماً ، ويفترض هنا الإشارة إلى عدم تجاوز المتقدم لعمر معين ، وكذلك سنوات الخبرة تحدد بعدد معين من السنين أي أن يكون لديه خبرة سبع سنوات مثلاً ،والمفترض أن يقال هنا ألا تقل خبرته في نفس المجال عن أي عدد من السنين، وكذلك المعدل الدراسي وتحديده بعدد محدد من النقاط مثلاً ثلاثة ونصف ،والمفترض هنا الإشارة إلى مستوى عام مثل لا يقل عن جيد .كما تتضمن مثل هذه الإعلانات شروطا تعجيزية أخرى، لا يمكن البتة تقديرها، مثل أن يكون حسن المظهر، وعلى قدر متميز من اللباقة ، ويتحدث اللغة الانجليزية بطلاقة ،ويجيد التعامل مع الحاسب الآلي، وأخيرا أن يجتاز المقابلة الشخصية ،المستحسن هنا أن تحدد مؤهلات وشهادات معينة يقاس عليها إجادته للغة الأجنبية ومعرفته للحاسب او ان يعد اختبار خاص لمثل هذه المهارات وألا يترك الأمر في يد من وضع الإعلان ليحدد من وجهة نظره الشخصية إن هذا ، وهو بالتأكيد غير سعودي ، يجيد هاتين المهارتين على المستوى المطلوب لشغل هذه الوظيفة والتي كانت الأفضلية فيها للسعوديين.
لا اعرف هل تمر مثل هذه الإعلانات على متخصصين في التوظيف في وزارة العمل ،وهل الوزارة تستعرض الأسماء والمؤهلات الموجودة عندها في سجل البطالة المتضخم قبل التصريح بنشر هذا الإعلان وامثالة، أم أن الأمر متروك للقطاع الخاص والقائمين عليه والذين همهم الأول والأخير الأيدي العاملة الرخيصة ،والتي تعمل ليل نهار بمرتبات لا تغطي ربع احتياجات المواطن .

0 التعليقات: