فلنتعرف على عاصمتنا!

إنها الرياض عاصمة بلادنا الحبيبة وواسطة العقد في وطننا الغالي ،لقد قادني إلى موضوع اليوم خبر كنت أطالعه في احدى الصحف الالكترونية عن السيول في مدينة الرياض، وكان الخبر يتحدث عن وادي العلب الذي يجري وكأنه نهر ،و المنطقة المحيطة به ،تحتوي على مناطق للمشاة وللراغبين في الجلوس الخ. علق أكثر من شخص على هذا الخبر بأنهم من سكان العاصمة، ولكنهم لا يعرفون مكان هذا الوادي الجميل ولا كيف يصلون إليه.
أعادني هذا الخبر والتعليق عليه، إلى لجنة أنشئت في أمانة مدينة الرياض قبل نحو عشرين عاماً، لتقديم مقترحات للتوعية الإعلامية بالتسمية والترقيم، التي كانت حديثة في ذلك الحين، وكنت أحد أعضاء تلك اللجنة، بل وألقيت كلمة اللجنة في مؤتمر صحفي عقده معالي الأمين الأستاذ عبد الله النعيم للتعريف بهذا المشروع .كان من أهم توصيات تلك اللجنة، طباعة عدد كبير من خريطة حديثة للعاصمة ،عليها كل الشوارع والطرق والممرات ، ولا ترسل لكبار المسئولين في المؤسسات الحكومية والأهلية كالعادة، بل توزع وبالمجان على كل من يرغب في اقتنائها من المواطنين والمقيمين، وتكون هذه الخرائط متاحة للجميع ،في محطات الوقود، والمكتبات والقرطاسيات، بل وقد توزع عند إشارات المرور ،وكان الغرض من هذه الوسيلة نشر ثقافة استخدام الخرائط في المجتمع السعودي، ومن ثم التعرف على أسماء وارقام الشوارع والأحياء في العاصمة. لسبب أو لآخر لم يؤخذ بهذه التوصية ،ما أتمناه اليوم، وهو أمر ليس بعزيز على أمانة منطقة الرياض، إعادة إحياء هذه التوصية من جديد ،وطباعة نحو مليون خريطة سنوياً لعاصمتنا العزيزة واستحداث أسبوع سنوي عنوانه «فلنتعرف على عاصمة بلادنا» وتوزع فيه هذه الخريطة بشكل مجاني على الجميع .مثل هذه الخريطة لن تتحمل تكاليفها الأمانة، حيث يمكن أن يطلب من، الأسواق ،والمراكز والمحلات التجارية، والمطاعم ، والبنوك ومكاتب السفر والسياحة،والمؤسسات المختلفة كالورش والخياطين وصوالين الحلاقة والمكتبات وغيرها ،وضع علامة خاصة لمواقعها على جميع ما يطبع من هذه الخريطة، مقابل دفع تكاليف ألف نسخة منها فقط. اجزم أن الكثير من المؤسسات التجارية والخدمية سوف تتسابق ليكون لها موقع في خريطة تصدر عن الأمانة.
لا ينكر إلا جاحد ما قدمته وتقدمه الأمانة لأبناء وبنات منطقة الرياض وخصوصاً في السنوات العشر الاخيرة ،ومنها على سبيل المثال حدائق في كل حي، احتفالات في العيد ،شوارع للمشاة، وأماكن لممارسة رياضة المشي، ومساعدة في ذبح الأضاحي،وأسواق مركزية للخضار والفواكه واللحوم ،وأسبوع للشجرة ،وعروض مسرحية ترفيهية ،وإنهاء لترخيص البناء في يوم واحد .
بقي أن يتعرف أبناء الرياض من المواطنين والمقيمين ،بل وأبناء المملكة ،على عاصمتهم وما تحتويه من أماكن ترفيهية وتسويقية ،ومن ثم التعرف على اقصر الطرق للوصول إلى هذه الأماكن وغيرها ولن يحل كل ذلك إلا نشر ثقافة استعمال الخريطة.

0 التعليقات: