الجامعيون والوظائف

لا اعلم المستقبل الوظيفي الذي ينتظر أكثر من ثلاثمائة ألف جامعي وجامعية ، سوف تبدأ في ضخهم جامعاتنا السعودية والتي تجاوز عددها الخمس والعشرين بين حكومية وأهلية بعد اقل من أربع سنوات في مختلف التخصصات النظرية والتطبيقية.
هناك اليوم وبين الشباب السعودي الذي يعاني البطالة نسبة غير قليلة من الجامعيين فكيف سوف يكون عليه حال المتخرجين في جامعاتنا خلال السنوات القليلة القادمة.
هل اعددنا خططا وطنية يحل فيها المتخرجون في الجامعات السعودية من السعوديين محل الوافدين والذين يزداد عددهم بشكل كبير بين يوم وآخر، حتى أصبحت بعض مؤسسات القطاع العام تتحايل على النظام في سبيل السماح لها بالمزيد من المتعاقدين .
هناك أعمال فنية ومهنية وتقنية لمساعدين فنيين في مجالات الكهربا وتمديدات الماء والسباكة وصيانة وسائل النقل البحرية والبرية والجوية والتنقيب والتكرير للمواد البترولية والأجهزة والمعدات الكهربائية والالكترونية ولمساعدين إداريين في مؤسسات الصرافة والأعمال البنكية والمحاسبة وأعمال المطابع والنسخ والسكرتارية وتصميم المطبوعات والكتب وإخراجها وأعمال البيع وشئون السفر والسياحة والتمريض وغيرها الشيء الكثير من الأعمال الفنية المساعدة والتي لم نخطط لمن سوف يقوم بها من السعوديين.
صحيح إننا حللنا مشكلة وجود مقعد في الجامعة لكل الحاصلين والحاصلات على الثانوية العامة وفي كل منطقة ومحافظة سعودية ولكن هل رافق ذلك قوانين صارمة وواجبة التطبيق لتوظيف السعوديين في القطاعين العام والخاص؟
إن اقل ما سوف يواجهه هذا الزخم الكبير والكثير من الجامعيين والجامعيات وفي مستقبل غير بعيد هو عودة الحاصلين على المؤهل الجامعي بعد أن يعييهم البحث عن عمل يتناسب مع ما يحملونه من مؤهل إلى مقاعد الدراسة لبدء التدريب على الأعمال المهنية المساعدة والتي كان من المفترض تدريبهم عليها بعد حصولهم على الشهادة الثانوية وليس الجامعية أي الاستفادة من مدة زمنية قد لا تقل عن خمس سنوات. أرجو ألا نقع فيما وقعت فيه بعض الدول العربية حيث حلت مشكلة قبول جميع المتخرجين في الثانوية العامة والذين يقدرون بمئات الآلاف وذلك بفتح جامعات في كل المحافظات والأقاليم ولكنها وقعت في مشكلة توظيف هؤلاء الخريجين حيث يمكن أن ترى من يحمل البكالورس في التجارة يعمل في مجال ميكانيكا السيارات وصيانتها بعد أن ذهب إلى معهد تدريب مهني يقبل الحاصلين على الكفاءة المتوسطة .
سوف يرتفع عندنا عدد الحاصلين على الثانوية العامة والمقبولين في الجامعات وقد يصل هذا العدد في السنوات العشر القادمة إلى نصف مليون طالب وطالبة خصوصاً إذا كانت فلسفة التعليم عندنا تقوم على أساس إن التعليم من اجل التوظيف وهو المفترض في دولة نامية فهل اعددنا للحاصلين على الشهادات الجامعية وظائف تتناسب من حيث الكم والكيف مع مؤهلاتهم؟.

0 التعليقات: