نعم إنها الأسـوأ في العـالم!!

في احدى المناسبات التي قامت بتغطيتها الصحافة المحلية ، وشارك في رعايتها الأمير سلطان بن سلمان الأمين العام للهيئة العامة للسياحة والآثار، تحدث سموه للصحفيين وكان من ضمن ما صرح به أن استراحات الطرق في المملكة هي الاسوأ في العالم.
هذه هي الحقيقة .. يتحدث بها ويعلنها المسئول الأول عن هيئة السياحة، لم يبد الأعذار أو يغطِّ العيوب، انه هنا يتحدث عن العيب والخلل دون أي أساليب اعتذارية تعوّدنا عليها من بعض المسئولين، في بعض القطاعات عندما يتحدثون عن الأجهزة التي يديرونها .
كان يمكن لأمين الهيئة العامة للسياحة أن يغطي هذا الخلل بأن يتهرب من الإجابة عن السؤال حول استراحات الطرق، أو أن يتحدث عما سوف تكون عليه في المستقبل دون وصف وضعها الحالي، ولكنها الشفافية والصراحة في الطرح دون لفٍّ ولا دوران .
نعم استراحات الطرق في بلادنا وبشكل عام هي الاسوأ على المستوى العالمي .. هذه حقيقة عرفها الجميع من خلال السفر إلى بلدان قريبة مثل دول الخليج ودول بعيدة في القارة الأوروبية والأمريكية .. دورات المياه فيها ليست لبني البشر، لقد أعدت للحيوانات ، الأكل فيها ليس عليه رقيب ولا حسيب، من حيث تاريخ صلاحيته وطريقة حفظه وتخزينه ، وقبل كل ذلك من حيث سعره، فليس أمامك إلا شراؤه، لأنه لا يوجد بديل ..
أما العمالة التي تعمل في هذه الاستراحات ومحطاتها فهم من غير السعوديين كالعادة، وكأنهم خبراء في علم الفيزياء لا يمكن أن يكون هناك سعوديون يقومون بأعمالهم، ولذا تم استقدامهم، هذا غير إقاماتهم وفحصهم الطبي والتأمين الصحي عليهم، ومدى لياقتهم الصحية للتعامل مع الزبائن خصوصاً فيما يتعلق بالتغذية في مطاعم هذه الاستراحات .
لقد كان سلطان بن سلمان واقعياً وهو يصف هذه الاستراحات ويعلن في نفس الوقت مسئولية الهيئة من الآن عن هذه الاستراحات ، وكيف ستتغير في السنوات القليلة القادمة بعد أن انتقلت مسئوليتها والتي كانت مقسمة بين أكثر من جهة إلى جهة واحدة محددة هي الهيئة العامة للسياحة والآثار .
نريد أن نرى ونلمس جميعاً محطات الاستراحات النموذجية، التي يمر بها المواطن والمقيم والحاج والزائر والمعتمر والسائح وهو ينتظر بفارغ الصبر الوصول إليها، ليجد وجهاً حقيقياً للهيئة العامة للسياحة والآثار، ويجد اسم هذه الهيئة يعلو اللوحة التي تدل على الاستراحة ، ويعلو قائمة الطعام التي تقدمها مطاعم الاستراحات ، ويجد في ذيل تلك القائمة هاتف الهيئة وعنوانها البريدي والالكتروني للإبلاغ عن أي نوع من النقص أو الخلل الذي يمكن أن يراه المواطن أو المقيم أو الزائر في هذه الاستراحات.
هذه الاستراحات تعكس صورة عن الوطن والمواطن السعودي لكل المارين في الطرق بين مدن المملكة، خصوصا من السياح والحجاج والزائرين لبلادنا.

0 التعليقات: