مدير الجامعة المتابع

مساء يوم الاثنين الماضي ،وبعد ساعات من نشر جريدة اليوم لمقالي الأسبوعي، والذي كان يدور حول احتكار بعض الأنشطة المصرفية وتذاكر السفر والتغذية وغيرها من الأنشطة في بعض الجامعات السعودية لشركات ومؤسسات محددة .
تلقيت اتصالاً هاتفياً من معالي مدير جامعة الملك سعود ، وكنت احسب أن معاليه سوف يستنكر ويعترض على كل ما ورد في مقالي، بل سوف يطلب مني عدم التطرق إلى جامعة الملك سعود في كل ما أكتبه ، حيث فعل ذلك قبله احد مدراء الجامعة السابقين.
الذي حدث هو العكس تماماً، لقد وجدت الدكتور عبد الله العثمان متابعاً لجميع ما كتبته ،وبالذات عن التعليم العالي ،وعن جامعة الملك سعود على وجه الخصوص ،وكان يستحثني على مداومة طرح مختلف الأفكار، ويدعو إلى الشفافية والوضوح وكشف الحقائق ومناقشتها ،لأن كل ذلك سوف يقود إلى العمل الجاد والى التحاور من اجل المصلحة العامة للوطن والمواطن.
كان في حديثه الهاتفي ،والذي لم يقطعه إلا أذان صلاة العشاء، يؤكد على أن قيادة هذه البلاد همها الأول الاستثمار في الكوادر الوطنية ،وأنها لم ولا تبخل على كل جوانب إعداد المواطن السعودي . وقال : إن هناك أناسا لا يخطئون أبدا، وهم كما قال أؤلئك الناس الذين لا يعملون ، من يعمل لابد أن يصيب في الكثير من الأعمال التي يقوم بها ، ولكنه كذلك قد يخطئ في احد جوانب عمله ،وهنا يحتاج إلى من يساعده في كشف ذلك الخطأ ،وان هذا هو أحد أهم الأدوار التي يجب أن تقوم بها وسائل الإعلام .
قبل نحو عامين وعندما صدر مرسوم ملكي بتعيين العثمان مديرا لأم الجامعات السعودية طرحت الكثير من التساؤلات حول مستقبل الجامعة على يد هذا الشاب . اليوم وبعد أقل من عامين بدأت الأرقام تتحدث ،فلقد قفز بترتيب الجامعة من الرقم ثلاثة آلاف في مصاف جامعات العالم ،إلى الرقم الأول في جامعات دول الشرق الأوسط والدول العربية والدول الإسلامية، وإلى الرقم ثلاثمائة في مصاف الجامعات في العالم.
كما حدثني سوف يبنى على أرض جامعة الملك سعود،مدينة جامعية نسوية تضم أكثر من اثنتي عشرة كلية، و مستشفى جامعي، تزيد الأسرة فيه على الثمانمائة سرير.هذا غير كلية التربية الرياضية ،والتي ضمنها مدينة تدريب رياضي كبرى، وكلية لإدارة الأعمال.كما شهدت الجامعة وعلى يديه بداية السنة التحضيرية لنحو عشر كليات ،وهو نظام جامعي عالمي ،يعد الطالب القادم من المرحلة الثانوية لمواجهة المتطلبات الأكاديمية للمرحلة الجامعية .
الجميع يلمس تركيز معالي وزير التعليم العالي على اختيار القيادات الشابة لتعليمنا العالي، سواء القيادات في الوزارة، أو مدراء الجامعات ،وهو أسلوب اثبت حتى الآن نجاحه في الكثير من جامعاتنا ،وفي مقدمتها أم الجامعات السعودية، بل وفي التعليم العالي على وجه العموم.

 

  • اليوم الإلكتروني
  • عدد 12883 صفحة الرأي
  • الأثنين 1429-09-22 هـ 2008-09-22 م

0 التعليقات: