إذا كان يطلق على علم التاريخ ذاكرة الأمة، فان الأرشيف وخصوصاً الأرشيف الإعلامي المسموع والمقروء والمرئي هو ذاكرة التاريخ . الأرشيف الإعلامي لكل الوقائع والأحداث السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، هو في الواقع السجل التفصيلي لكل الأحداث التي مر بها الوطن ،منذ دخول أول وسيلة إعلامية للمملكة. لقد عرفت بلادنا الصحافة المقروءة أو المطبوعة مع انطلاقة جريدة أم القرى بعد أسبوع واحد فقط لدخول الملك عبد العزيز الرياض، أي قبل أكثر من ثمانين عاماً ، ثم دخلت الإذاعة بلادنا بعد الصحافة بنحو عشرين عاماً، وجاء بعدهم التلفزيون الذي دخل المملكة بعد الإذاعة بنحو ربع قرن .
استطاعت هذه الوسائل الإعلامية أن توثق لجميع الأحداث التاريخية المهمة في بلادنا، بالكلمة والصوت والصورة ،فمنذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز مروراً بعهود الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد يرحمهم الله جميعاً سجلت وسائل الإعلام خطابات القادة، واحتفالات الوطن ،ومنجزات التنمية، وخططها ،كما وثقت لكل الأحداث السياسية والفنية والرياضية بل كانت عبارة عن سجل تفصيلي لكل تفاصيل حياة الوطن والمواطن.
هذا الأرشيف الإعلامي، يجب أن نوليه أهمية كبيرة وذلك بصيانته وتوثيقه وحفظه ،بأحدث الوسائط الممكنة القادرة على الاحتفاظ به بمنتهى النقاوة ،والوضوح لاطول فترة ممكنة.انه يحمل للأجيال القادمة أدق التفاصيل لما كان عليه الآباء والأجداد، في مرحلة التأسيس وفيما تلاها من المراحل ،انه يطلعنا على أسلوبهم الحياتي في مختلف جوانب الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية .كما انه يضم بين دفتيه سجلا توثيقيا رائعا لكل رموزنا التاريخية.فهو يصور لنا وبدقة لا تقبل الشك العبارات المستخدمة في الكلمات التي تلقى في المناسبات ، وكيف كان تعاملهم في الأفراح والأحزان ،ماذا كان الرجال والنساء يرتدون في المناسبات الاجتماعية والفعاليات المتعددة كالأعياد والاحتفالات وماذا كانوا يرددون من الأهازيج في أعيادهم وأعراسهم. التسجيل التلفزيوني للمناسبات الدينية ولأداء الشعائر يصور لنا وضع أماكن العبادة وطريقة بنائها ونوعية مرتاديها ، كما أن التصوير للمباني واستخداماتها يعطي الكثير من الصور الحقيقية لمفروشات منازلهم وتوزيع الغرف في كل وحدة سكنية .
العديد من المؤسسات الحكومية والأهلية، مطالبة بالمشاركة في جمع وحفظ هذه السجلات الإعلامية الحية ،ومنها وزارة الثقافة والإعلام وشركة ارامكو السعودية وجامعاتنا ، بل كل جهة حكومية أو خاصة وكل فرد لديه أي سجل إعلامي. دارة الملك عبد العزيز في مقدمة الجهات التي يجب أن يناط بها جمع وأرشفة كل السجلات الإعلامية المقروءة والمسموعة والمرئية ،وذلك باستحداث وحدة دائمة، أو مركز معلومات إعلامي ،مهمته تتركز في حفظ وتصنيف كل الوثائق والسجلات الإعلامية .
لا يجب أن تترك سجلاتنا ووثائقنا الإعلامية ،دون توثيق تفصيلي ودقيق لكل ما تحتويه من مواد ،توثق كل الفعاليات التي مر بها الوطن وتم تسجيلها بالصوت والصورة والكلمة.
أرشيفنا الإعلامي
في الاثنين، 11 أغسطس 2008
0 التعليقات:
إرسال تعليق