لمن الأرصفة؟!

في كل بلاد الدنيا أوجدت الأرصفة وبنيت للمشاة فقط ،وليس لأي شيء أخر، إذ لولا المشاة لما كان هناك أرصفة البتة، أما عندنا وضمن سلسلة الشعار المتعارف عليه محلياً «السعودية غير» فقد أوجدت البلديات والأمانات الأرصفة وبنتها في كل مدننا وقرانا ليتحول استخدامها من الاستخدام الأصلي الذي بنيت من اجله والمتعارف عليه عالمياً وهو طريق المشاة ، إلى استخدامات جديدة قل أن يوجد مثيل لها في دول العالم المتمدن.
لقد تم تحويلها إلى امتداد للمحلات التجارية، للتوسع بها لعرض المزيد من محتويات المحل التجاري ،حتى أن البعض من أصحاب المحلات التجارية وضع حواجز وأغطية ومظلات على الرصيف ليؤكد للبلدية وللمشاة أن هذا جزء لا يتجزأ من محله التجاري.
وهناك استخدام أخر للرصيف ،يميزنا نحن أيضا ،دون غيرنا، ألا وهو استخدام الرصيف مواقف للسيارات ،لدرجة أن بعضا من قائدي السيارات وبالذات ممن تجاور بيوتهم الأرصفة وضعوا على هذه الأرصفة مظلات خاصة لحماية سياراتهم من حرارة الشمس.أما التوقف على الأرصفة في الأسواق والشوارع ، وأمام المحلات التجارية فحدث ولأحرج، حتى أن بعض من يريد السير على قدميه في الشارع العام ،يضطر للسير في طريق السيارات، لان السادة قائدي السيارات قد احتلوا بسياراتهم كل الأرصفة.
الطريف أن بعض السائقين من العمالة الوافدة في بداية وصولها للمملكة، تخشى من الوقوف على الرصيف على أساس انه بني واعد للمشاة، وبعد آن تنكشف لهم حقيقة عدم وجود قوانين تحمي هؤلاء المشاة المساكين ،ويرون أن السائقين السعوديين يتوقفون بالساعات والأيام على الأرصفة، وان لا احد يسأل عن هذا التصرف لا الأمانات ولا المرور ،حيث لا يعد ذلك مخالفة مرورية فنراهم يبادرون للاقتداء بأهل البلد في استخدام الرصيف موقفاً. ولقد اكتشف أصحاب الدراجات النارية، ذات الصوت المزعج ،في طريق الأمير محمد بن عبد العزيز، وحتى الدراجات الهوائية ،فائدة أخرى للرصيف إذ أصبحوا يستخدمونه طريقاً لدراجاتهم ،وبالذات عندما يزدحم الشارع بالحركة المرورية للسيارات حيث يمكن القفز على الرصيف والسير عليه دون أي منع من أحد .
أحد السعوديين المبتعثين حديثاً إلى إحدى الدول المتقدمة في أوروبا، خسر جزءا من مرتبه الشهري ، وذلك في صورة مخالفة مرورية ، لأنه فقط توقف على الرصيف ونزل من سيارته لشراء علبة مناديل من محل لا يبعد إلا بضع خطوات عن هذا الرصيف الذي توقف عليه، يقول: لقد كلفتني علبة المناديل مبلغا كبيرا جداً يكاد يقترب من المائة دولار.
اعتقد وأرجو أن أكون مخطئاً ،أن أنظمة المرور والأمانات في المملكة، لا تشير إلى أية معلومات لاستخدامات الرصيف، كما أنها لا تحتوي على أي عقوبات، لمن يستخدمه لغير الغرض الذي بني من اجله ،المهم أن هناك رصيفا في كل طريق وشارع وليس مهماً من يستخدمه ولا كيف يستخدمه ولا متى يستخدمه ؟!!

0 التعليقات: