أرقام عثمانية

تعامل بعض المسئولين وبعض المؤسسات عندنا مع الأرقام ، تعامل يشوبه الكثير من المبالغة وعدم الدقة ،وإلقاء الأرقام على عواهنها .
مع بداية نشاط الهيئة العامة للسياحة والآثار، تم إلاعلان عن أن النشاط السياحي في بلادنا ،سوف يكون قادرا على تشغيل أكثر من مليون سعودي وسعودية ،ورغم مرور حوالي العشر سنوات على إنشاء هذه الهيئة فلا زال الإخوة المتعاقدون يعملون في كل مكاتب السفر والسياحة ،لا بل وحتى في الأسواق الأسبوعية الشعبية التراثية ،وفي مقدمتها سوق الثلاثاء في أبها ،وسوق التمور في المدينة المنورة.
الدكتور عبد الله العثمان، مدير جامعة الملك سعود ، وفي احتفال وضع حجر الأساس لوادي الرياض للتقنية ، أعلن عددا من الأرقام والتي نرجو الله أن يتحقق نصفها ،ولو خلال عشر سنوات ، فقد أعلن معاليه ،أن مشروع هذا الوادي سوف يوفر أكثر من سبعمائة وخمسين ألف وظيفة ،وسيوفر خمس عشرة ألف وظيفة تطبيقية .مشروع واحد ،تقيمه جامعة واحدة من جامعاتنا الحكومية التسع عشرة، سيوفر حوالي مليون وظيفة،نطلب من الاستراتيجيين والمخططين في جامعتنا الأم تخصيص ربع هذه الوظائف لأبناء وبنات الوطن من السعوديين المتخرجين في الجامعات السعودية.لا أريد آن اشطح كثيراً في الخيال ولكن أكاد آن اجزم أن نصيب السعوديين والسعوديات في هذا الوادي كنصيبهم في عالم السفر والسياحة ،بل وكنصيبهم في الكثير من المؤسسات في القطاعين الحكومي والخاص.
يذكر احد المسئولين في واحدة من جامعاتنا ،أن قيادة هذه الجامعة لا تهتم بجنسية العاملين ، السعودي وغير السعودي، يقول انه تم تكليفه برعاية احد المشاريع أو المراكز في هذه الجامعة ،ولاحظ أن المسئول الذي كلفه يعتمد في عمله على احد الإخوة المتعاقدين، فكون فريق عمل من ثلاثة سعوديين ومتعاقد واحد، إلا انه لاحظ ضعف أداء اثنين من السعوديين في فريق العمل الذي شكله ،فاضطر إلى الاعتذار لهما ،وعين محلهما متعاقدين من غير السعوديين ،ولاقى هذا القرار ترحيبا من رئيسه الذي سبقه في الاعتماد على غير السعوديين.
احد الحاصلين على جائزة نوبل ،والذي زار المملكة مؤخراً، ضمن نشاط جامعة الملك سعود لاستقطاب الحاصلين على هذه الجائزة العالمية ،كان من أهم ملاحظاته، وجود أعداد غير قليلة من غير السعوديين ،في القسم الذي زاره ، ولعله قسم الفيزياء، وأكد هذا الأجنبي النوبلي ، أن الخدمة الحقيقية والرصيد الحقيقي للجامعة، بل لكل الجامعات السعودية ،هو إعداد، وتوظيف ، الكوادر الوطنية ،لأنها هي التي سوف تبقى لتنمية الوطن ولتقديم كل خلاصة تجاربها وانجازاتها له ،وللأجيال القادمة من أبنائه .
ترى متى يأتي الوقت الذي يشعر فيه كل مسئول ،في كل مؤسسات القطاعين العام والخاص، بأهمية السعودة ،وأنها على المدى الطويل الربح والانجاز الحقيقي للجميع.

0 التعليقات: