طلابنا في الحج

ترى هل سيأتيء اليوم ، الذي نرى فيه كل طلاب بعض التخصصات في الجامعات السعودية ، يقتدون بزملائهم طلاب كلية الملك فهد الأمنية ، ويعملون في مشاعر الحج ، لخدمة الحجيج.
في موسم حج كل عام تقريباً ، ينتقل طلاب كلية الملك فهد الأمنية من مبنى كليتهم في الرياض ، إلى المشاعر المقدسة في مكة المكرمة ، ومنى ، والمزدلفة ، وعرفة ، وغيرها من الأماكن ذات العلاقة بضيوف الرحمن ، للعمل على خدمتهم أولا ، وللتدريب العملي على الأعمال الأمنية ذات العلاقة بتخصصهم ثانيًا ..
لماذا لا ينتقل طلاب السنة الأخيرة في كليات الطب ، وهي سنة الامتياز، ومثلهم طلاب كل الكليات الصحية ، مثل العلوم الطبية التطبيقية ، والصيدلة ، والتمريض ، وطب الأسنان ، لمساعدة العاملين في الاجهزة الصحية ، في خدمة ضيوف الرحمن ؟! ولماذا لا نرى طلاب السنوات الأخيرة في أقسام الإعلام ، وفي كليات ، وتخصصات السياحة ، وإدارة الأعمال ، والإحصاء ، بل والدراسات الإسلامية ، والإدارة العامة ، وكذلك تخصصات كليات التقنية ذات العلاقة بالجوانب الفنية ، في تمديدات المياه ، والتمديدات الكهربائية ، وغيرها ، يتوجهون في سنتهم الدراسية الأخيرة ، لمساعدة جميع أجهزة الدولة في القطاعين الحكومي والاهلى ، كل حسب تخصصه ، في استقبال ، وتوجيه ، ورعاية الحجاج ، والزوار ، في مكة المكرمة ، والمشاعر المقدسة ، والمدينة المنورة ..
لماذا نجعل بعض الأجهزة ، في القطاعين العام والخاص ، تعتمد على أيدٍ وافدة ، تستقدمها من خارج المملكة خصيصاً لأعمال هذا الموسم فقط ، للحاجة إلى مضاعفة أعداد العاملين فيها.
إننا بتوجيه طلاب السنة الأخيرة أو المستوى الأخير في هذه التخصصات ، وغيرها للعمل في موسم الحج ، وفي المشاعر، نحقق أكثر من غرض ، ومن ذلك ، تدريب طلابنا ، كل في تخصصه ، تدريباً ميدانياً على أعمال ذات علاقة وثيقة ، بالتخصص الذي يدرسه الطلاب في الجامعة ، كما أننا نعتمد على أيدٍ وطنية سعودية ، في خدمة ضيوف بيت الله الحرام ، ومسجد نبيه (عليه أفضل الصلاة والتسليم) ، ونحقق دخلا ، ولو متواضعاً ، يعود ببعض المنفعة المادية على الطلاب ، وعلى أسرهم ، كما نسهم في تقليل نسبة الأيدي العاملة المستقدمة للعمل في هذا الموسم ..
بعض الأجهزة في القطاعين العام والخاص تتسابق في موسم الحج ، والذي يمتد لقرابة الشهر لاستقدام أيدٍ عاملة أجنبية ، للعمل في خدمات ذات علاقة وثيقة بأعمال الحج ، وخدماته ، وبدعوى عدم وجود أيدٍ عاملة وطنية ، لتغطية احتياجاتها لخدمة ضيوف الرحمن .. إن لدينا هذا المصدر، الذي لم نحسن استخدامه بعد ، ولم تنجح سوى كلية الملك فهد الأمنية ، وبعض الكليات والمعاهد العسكرية في استثماره ..
ويبدو أن قدرة الأجهزة غير الأمنية على الاستقدام هي التي جعلتهم لا يفكرون في الاستثمار والإفادة من مئات الأيدي العاملة الوطنية ، من خلال طلابنا في الجامعات السعودية ، وبالذات طلاب السنوات الأخيرة في التخصصات ذات العلاقة ..
ترى .. هل نرى طلاب الجامعات السعودية ، وكليات التقنية في موسم حج العام القادم ، وهم يساهمون مع بقية أبناء الوطن ، في خدمة ضيوف الرحمن ، ليحلوا مكان الأيدي العاملة المستقدمة لهذا الغرض ؟!

0 التعليقات: