أصبحنا نشهد في الآونة الأخيرة ، من أمانة منطقة الرياض ما يسر كل متابع ،لما تقدمه للمواطنين والمقيمين في عاصمتنا العزيزة، من خدمات في كافة المجالات.لعل من بينها احتفالات عيد الفطر المبارك، والتي حولت العاصمة إلى مركز للسياحة الثقافية ،بما تعرضه الأمانة من مسرحيات ونشاطات ترفيهية أخرى خلال إجازة ذلك العيد .
ثم الحدائق العامة ، التي سوف يصل تعدادها في وقت غير بعيد إلى مائة حديقة بحيث يجد الساكنون في كل حي حديقة عامة بجوارهم .هذا غير حدائق الملك عبدالله العالمية ومتنزهي الملز وسلام.
وكذلك تحويل أكثر من شارع في العاصمة إلى مكان يمكن السير فيه على الأقدام وذلك بتوسعة الأرصفة وإيجاد مواقف منظمة للسيارات. ولم يبق إلا دور المرور لتنظيم عملية الوقوف وعدم تركه بشكل عشوائي كما هو الحال الآن .
ولا يمكن أن ننسى وقفة الأمانة مع وزارة الزراعة, في مكافحة أنفلونزا الطيور ، وهو أمر يمكن أن تعفي نفسها من المسؤولية تجاهه لو كانت تريد البحث عن الطرق السهلة ، لقد أسهمت بكل ما تستطيعه في سبيل وقاية منطقة الرياض بل والمملكة من هذا الداء .
إلا أن آخر خطوة حضارية قدمتها أمانة منطقة الرياض هو الاعتذار لسكان العاصمة عما حدث من أخطاء غير متعمدة في عمليات ذبح الأضاحي خلال موسم عيد الأضحى الماضي .
في ثقافتنا الإدارية ،لم نتعود على الاعتذار عن الأخطاء، بل لم نتعود على الاعتراف بوقوع الأخطاء جملة وتفصيلاً ، لقد تعودنا على نفي وقوع الأخطاء ،أو تحميلها للآخرين في الحالات التي تكون فيها هذه الأخطاء كبيرة لدرجة عدم إمكانية نفيها .
لقد حاولت الامانه تسهيل عملية ذبح الأضاحي على سكان العاصمة والذين اقترب عددهم من الأربعة ملايين ،وذلك بالاتفاق مع مقاول لتأمين عدد من نقاط الذبح ، إلا أن هذا العدد الذي تم الاتفاق عليه لم يكن كافياً لمدينة كبيرة كالرياض، كما أن المقاول لم يؤمن العدد الكافي من عمال الذبح .
الأمانة لم تدفن رأسها في التراب وتسكت على هذا الخطأ أو تحمله لغيرها، بل أعلنت ومن خلال كل الوسائل الإعلامية اعتذارها للمواطنين والمقيمين ،واعتبرت نفسها المسئولة الأولى عن هذا الخطأ غير المقصود ووعدت بتلافي حدوث مثل ذلك في الأعوام القادمة .
هذا الأسلوب الإداري الناجح ،في تحمل الأخطاء ،والاعتراف بها والاعتذار عنها ،والوعد بتصحيحها ،والوفاء بذلك الوعد ،هو ما نطلبه من كل مؤسساتنا في القطاعين العام والخاص لا نملك إلا أن نحيي أمين منطقة الرياض، وكل العاملين معه من أبناء الوطن ، ونقدر لهم جميعاً هذا العمل المتواصل في سبيل خدمة الوطن ونقول لهم إن الاعتراف بالخطاء يعد خطوة كبيرة نحو الإصلاح.
أمانة الرياض الأمنية
في الاثنين، 31 ديسمبر 2007
0 التعليقات:
إرسال تعليق