تشهد بعض دول الخليج مشاريع لتوطين الأيدي العاملة ، وتعرف في عمان بالتعمين ، وفي الكويت بالتكويت .. وهي شبيهة إلى حد كبير بما يعرف عندنا بالسعودة ..
ما لفت نظري في مشروع التعمين ، هو توطين مجال معين في منطقة إدارية معينة ، وفي حالة نجاحه في المنطقة الأولى ، يمكن تدريج تعميمه في بقية المناطق ، أو الولايات العمانية على مراحل ..
فمثلا منطقة زراعية ، يقبل أهلها على العمل في المهن الزراعية ، تسعود هذه المهن في تلك المنطقة فقط ، بحيث لا يسمح إلا للسعوديين بالعمل في هذا المجال ..
منطقة مثل جازان ، لماذا لا يقتصر العمل في بعض المجالات ، التي اشتهرت بها مثل الصيد وما يتعلق بالبحر من مهن على السعوديين ، وفي حالة توافر أيد عاملة سعودية فوق حاجة المنطقة ، يبدأ في تعميم سعودة هذه المجالات في بقية المناطق ، ولكن بالتدريج ..
الأعمال المتعلقة بالنخيل ، ومنتجاتها ، لماذا لا تتم سعودتها أولا في منطقة القصيم .. والسياحة والنشاط السياحي ، لماذا لا تتم سعودتهما في منطقة عسير .. صناعة المشالح يمكن أن تسعود بالكامل في الإحساء ، وفي حالة نجاح مثل هذه التجارب يمكن تعميمها ، وبشكل مرحلي على بقية مناطق المملكة ..
طبعاً وزارة العمل لن تستطيع وحدها تقرير ، في أي منطقة تصلح سعودة هذا النشاط ، وأين لا تصلح ، وهنا لابد من لجان للسعودة في كل منطقة ، من مناطق المملكة الثلاث عشرة ، على مستوى رفيع ، يمكن أن يرأسها أمير المنطقة ، ويشارك في هذه اللجان عدد من ممثلي بعض الجهات كوزارة العمل ، ووزارة الشئون البلدية ، والمجلس البلدي ، والمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني ، والغرفة التجارية والصناعية بالمنطقة ، وغيرها من الجهات ذات العلاقة بتوطين الأيدي العاملة ..
لقد جربت بلادنا تعميم السعودة في بعض المجالات في كل المملكة ، ولم تنجح التجربة ، ومن ذلك أسواق الذهب ، والتي قد تنجح لو طبقت أولا على مستوى منطقة واحدة أو منطقتين ، ثم انتقلت أيضا على مراحل إلى بقية المناطق ، وكذا تأنيث أسواق بيع المستلزمات النسائية ، والتي أزعم أنها قد تنجح لو طبقت في البداية على منطقة مثل منطقة المدينة المنورة ، أو مكة المكرمة ، وعند نجاح الفكرة تنتقل بالتدريج للمنطقة الشرقية ، ثم لمنطقة رابعة ، وهكذا ، سعودة سائقي سيارات الليموزين يمكن أن تطبق عليها أيضا نفس الفكرة ..
بلادنا كبيرة جداً ، وهناك دون شك اختلاف في بعض العادات والتقاليد ، ذات العلاقة بممارسة بعض المهن ، فمهنة مثل مهنة صيد الأسماك ، وبيعها ، يمكن أن تلاقي الكثير من الترحيب من أبناء بعض المناطق دون غيرها ، وكذلك ممارسة العمل في صناعة بعض المصنوعات التي اشتهر بها أبناء منطقة دون سواها ، إننا بعدم سعودة مثل هذه النشاطات في تلك المناطق نتيح الفرصة لمنافسة أبناء المنطقة ، من قبل الأيدي العاملة الوافدة ، وهي دون شك منافسة غير عادلة لا نرضاها.
التعمين والسعودة
في الاثنين، 26 نوفمبر 2007
0 التعليقات:
إرسال تعليق