النفط والإعلام

استطاع الأمير عبد العزيز بن سلمان مساعد وزير البترول والثروة المعدنية ،رئيس اللجنة التحضيرية العليا لمؤتمر قمة أوبك الثالثة ، استثمار كل المؤتمرات النفطية ذات العلاقة بالوزارة ، التي تعقد في المملكة ، وتحويل الجزء الأكبر من فراغ المشاركين في هذه المؤتمرات ، للتعريف بالمملكة ونهضتها في كافة الميادين .بل لقد استطاع سموه اكتشاف مواهب وطنية تقوم بكافة أعمال العلاقات العامة. فمنذ منتدى الطاقة والذي عقد في المملكة في بدايات القرن الميلادي الحالي، ومرورا بافتتاح المقر الدائم لهذا المنتدى في المملكة ، وحتى مؤتمر قمة الأوبك الثالثة ،والذي افتتحه خادم الحرمين الشريفين أمس الأول في الرياض .
من الخطط التي وضعها سموه في هذه المؤتمرات ، تعريف هذه الوفود الإعلامية من صحفيين وإعلاميين ، والنفطية من رؤساء وأعضاء الوفود، على نماذج من أبناء المملكة المؤهلين ،بحيث يختار لمرافقة الوفد من يتحدث لغته . حيث تتعرف هذه الوفود أولا على المواطن السعودي ،وما استطاع أن يصل إليه من تأهيل علمي وعملي، وضمن ذلك يوضع برنامج لزيارة عدد من المؤسسات الثقافية والتراثية والنفطية مثل مركز الملك عبد العزيز التاريخي ،والدرعية، وحقل شيبه ،ومصانع الجبيل وينبع وإحدى الجامعات ،وتسهيل فرصة لقاء كل عضو في الوفد مع من يرغب مقابلته من المسئولين السعوديين ،وزيارة أي منشأة يرغب في زيارتها ، كما يتيح هذا البرنامج للمسلمين من أعضاء الوفود أداء العمرة وزيارة المدينة المنورة .
يضع عبد العزيز بن سلمان لهذه الوفود برنامجا إعلاميا للتعرف على الإنسان السعودي ،وعلى ما حققته المملكة من تنمية في مختلف المجالات ،ويضع هذه البرامج على هامش جدول المناسبة وفعالياتها ، بحيث لا تؤثر على أعمال المؤتمرات الأساسية التي جاء الوفد في الأساس من اجلها. لقد عقد في المملكة عدد من المؤتمرات ذات العلاقة بالبترول قبل التحاق الأمير عبدالعزيز بالعمل في وزارة البترول والثروة المعدنية، إلا أنها كانت تمر مرور الكرام في التعريف بالمملكة ، وفي تقديم الإنسان السعودي للعالم.
لقد أثبتت المراجعة السريعة لتاريخ المؤتمرات البترولية التي عقدت في المملكة في منتصف السبعينات الميلادية أن الفعاليات المصاحبة لها لا تتعدى حضور الاجتماعات وقد يصاحبها عرضة سعودية يحمل فيها بعض الضيوف السيوف للمشاركة فيها .
كانت الوفود تأتي وتذهب وهي بالكاد قابلت مواطنا سعوديا واحدا غير أعضاء الوفد السعودي المشارك في المناسبة ،وكانت الوفود المشاركة و الإعلاميون الغربيون والشرقيون الذين يأتون لتغطية المناسبة لا يتعدون مقر انعقاد المؤتمر .
أقترح هنا إنشاء هيئة وطنية عليا للمؤتمرات يمكن أن تكون حكومية في المراحل الأولى لتأسيسها ، بحيث يتم تخصيصها بعد سنتين أو ثلاث سنوات ، الأهم من ذلك كله أن يكون الأميرعبد العزيز بن سلمان هو رئيس هذه المؤسسة .

0 التعليقات: