جوار المملكتين

أتيحت لي في التاسع والعشرين من أكتوبر الماضي ، فرصة المشاركة في اللقاء الثالث للمنتدى السعودي البريطاني ، أو حوار المملكتين، والذي يحمل في دورته الثالثة ،التي عقدت هذا العام في لندن ،عنوان «التحديات أمام المملكتين « .
في البداية لابد من الإشارة والإشادة، بالجهود المتميزة التي بذلتها وزارة الخارجية السعودية، بقيادة ربانها الماهر سعود الفيصل، ورجالاته ، الذين ينفذون بكل حرص ودقة تعليمات سموه الكريم في كل ما يتعلق بتسهيل مهمة الجانب السعودي، منذ مغادرته الأراضي السعودية حتى عودته إلى ربوع بلادنا، لقد حرص هؤلاء الرجال على إنجاح الدور السعودي في الحوار ،ومن ثم إنجاح الحوار نفسه .
شارك في هذا الحوار مجموعة من طلاب الجامعات، تم اختيارهم بعناية من الجامعات السعودية والبريطانية بحيث يتم تمثيل الجيل الجديد من الثقافتين ، لقد ألقت طالبة سعودية كلمة الشباب السعودي، والقي طالب بريطاني كلمة الشباب البريطاني ،فعبر كل واحد منهم عن تطلعاته للمزيد من الحوار والتفاهم بين الثقافتين السعودية والبريطانية .كانت محاور النقاش لهذا اللقاء تدور حول محورين رئيسيين ،هما التحديات التي تواجه الشباب والشابات في كل من المملكة العربية السعودية والمملكة المتحدة ، وماذا يمكن عمله لتحقيق تطلعاتهم .
أما الثاني فكان يناقش كيفية الترويج للتسامح والقيم المشتركة وتوسيع دائرة التفاهم بين الشباب والشابات من خلال وسائل الإعلام والتعليم وغيرها، وما هي السبل الأفضل للتواصل بين الشباب من اجل تشجيع الاعتدال لمواجهة الفكر المتطرف.
شارك في هذا اللقاء بمحورية قرابة الثلاثين شخصية من كل بلد، بينهم المتخصص في الإعلام والتربية والتاريخ والحضارة والسياسة والتعليم العام والعالي والاقتصاد بل والهندسة والفيزياء والطب بمختلف فروعه وعلومه وغير ذلك من التخصصات .
في ورشة العمل عن التعليم العالي والفني تم من الطرف السعودي التعريف ببرنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي ،والتعريف بمهارات الإبداع لأعضاء هيئة التدريس وبرامج تطوير المهارات الطلابية ومشاريع مراكز التميز في مؤسسات التعليم العالي السعودية.
كما نوقش إجراء بحوث ودراسات مشتركة، وإمكانية إنشاء معاهد تدريب مشتركة بين البلدين في المجالات الفنية في المملكة ،وتسهيل الاعتراف المتبادل بالشهادات والمؤهلات في المجالات الفنية والتقنية .أما ورشة العمل الثانية والتي عالجت موضوع الثقافة والإعلام، فقد بحثت أوجه التعاون الثنائي لتنفيذ برامج وفعاليات ومعارض ثقافية وفنية في البلدين ،وإعداد برامج تدريبية في المجالات الإعلامية المختلفة ،وتبادل الخبرات والزيارات ،كما تم بحث التعاون في المجال الثقافي، والتواجد المتبادل للمؤسسات الإعلامية.
وأخيرا يمكن القول إن هذا اللقاء قد ناقش الكثير من الموضوعات في المجالين الثقافي والتعليمي، ولم يغفل التصورات غير الدقيقة لدى كل شعب عن الشعب الآخر، وكيفية التعامل معها وكذلك سبل تعريف الشعب البريطاني بما يجري في المملكة من نشاطات ثقافية متنوعة.

0 التعليقات: