جاء الدكتور عبد الله العثمان، مديراً لجامعة الملك سعود، ليحدث نقلة نوعية لم يشهدها التعليم الجامعي ، في سنين عمره التي تجاوزت أكثر من نصف قرن. لقد فتح الكثير من القنوات بين جامعة الملك سعود والمجتمع المحلي، وقد تمثل ذلك بشكل واضح في إدخال فلسفة الكراسي العلمية في جامعاتنا ، بعد أن كنا نسمع أن بعض السعوديين أقاموها في جامعات غير سعودية .
تسابق أبناء الوطن ،وفي مقدمتهم قادته، ورجال الأعمال ،والعديد من الشركات والمؤسسات ،حتى انه أعلن عن التوقيع على اتفاقيات شملت أكثر من عشرين كرسيا علميا، للمياه وللدراسات الاعلامية والصحفية وللإسكان وللأمن الفكري ولدراسات السنة النبوية وغيرها.
كما فتحت جامعة الملك سعود أبوابها للحاصلين على جائزة نوبل لزيارتها ،والإشراف على بعض الدراسات والبحوث فيها ، وهي خطوة سوف تجعل جامعتنا في المستقبل القريب تحتل مراتب متقدمة في التصنيف العالمي للجامعات .
كل هذه الخطوات وغيرها، تذكر فتشكر للمدير الجديد ولفريق العمل العامل معه ،ولكن ماذا عن الجامعة من الداخل،وماذا عن سير المعاملات الإدارية فيها، وداخل أروقتها يحكي احد منسوبي هذه الجامعة ،عن أن خطابا ورد إلى الجامعة من وكيل وزارة التعليم العالي في نهاية شهر صفر، أي قبل تسلم العثمان منصبه مديراً للجامعة بأيام معدودة ،وذلك لترشيح عضو هيئة تدريس واحد للمشاركة في ورشة عمل ، وعمم من عمادة البحث العلمي ،وفي بداية شهر ربيع الأول صدر من الكلية الترشيح المطلوب، إلا أن قرار الموافقة النهائي لم يصدر من الجهات المختصة في إدارة الجامعة ، إلا في الأيام الخمسة الأخيرة من شهر جمادى الأولى، أي أن إجراءات الترشيح احتاجت لثلاثة أشهر داخل أروقة الجامعة ،بعد الاتصال بوزارة التعليم العالي كانت مدة الترشيح قد انتهت.
وقصة أخرى شبيهة وردت من وزارة التعليم العالي وصدرت من الكلية بالترشيح في 9/5/1428هـ إلا أنه حتى كتابة هذه المقالة لم يصدر القرار بالموافقة ، علماً بان أخر موعد لتلقي الترشيحات قد انتهى، أي مر حتى الآن قرابة الأربعة أشهر والمعاملة لازالت تدور داخل أروقة الجامعة .
ما أود قوله أن الاستراتيجيات بعيدة المدى رائعة، وسوف تجعلنا بمشيئة الله في مصاف أرقى الجامعات العالمية ،ولكنها لن تتحقق في شكلها المرجو دون الإصلاحات الإدارية في الداخل ،وتحسين إجراءات القبول والتسجيل ،وإجراءات إخلاء الطرف للأساتذة وللطلاب ،والربط الحاسوبي لكل الجهات التي يحتاج إلى تواقيعها وأختامها من يريد إخلاء طرفه من الجامعة ، وتطوير الإنترنت بحيث تتحول الجامعة إلى جامعة ذكية ،والتفاهم مع وزارتي المالية والخدمة المدنية بخصوص توفير المئات من الموظفين ،والتي يلعب وجودهم بمستويات متميزة من حيث الكيف ،وكثيرة من حيث الكم، دوراً فاعلاً ومؤثراً في نجاح الطموحات الكبيرة التي جاء بها عبد الله العثمان لجامعة الملك سعود.
جامعاتنا والبداية من الداخل
في الاثنين، 22 أكتوبر 2007
0 التعليقات:
إرسال تعليق