كل بلاد العالم ، الفقيرة ، والغنية ، النامية ، والمتقدمة ، الذين يعيشون في صنادق وعشش ، والذين يعيشون في فيلات ، وعمائر ناطحة للسحاب ، في كل دولة صغيرة أو كبيرة .. لكل إنسان ، بل وحتى في الدول المتقدمة ، لكل حيوان أليف ، عنوان سكني ، تسأل عنه في البنوك وفي المدارس وفي المستشفيات ، وفي المرور ، وفي الجوازات ، وفي المحاكم ، ومدون في كل الصكوك والمبايعات ، وفي رخصة القيادة ، وفي بطاقة الهوية الوطنية ..
لا يمكن أن يكون هناك مواطن ، أو مقيم في أي مكان في العالم ، دون عنوان سكني يمكن الرجوع إليه ، عند الحاجة.. إذا أردت الحصول على تأشيرة ، من أي سفارة ، لزيارة دولة ما للعمل ، أو للتجارة ، أو للدراسة ، أو حتى للسياحة ، فإن في مقدمة الأسئلة التي توجه إليك هي أين عنوانك السكني ، الذي سوف تسكن به أثناء وجودك في تلك الدولة ..
من المتوقع أن نجد أشخاصا ، ليس لهم عناوين بريدية ، ولكن من المستحيل أن تجد أي شخص في العالم ليس له عنوان سكني ، ويمكن أن يكون العنوان السكني هو في نفس الوقت العنوان البريدي ، الذي يصل البريد من خلاله ، ولكن من المستحيل أن يكون العنوان البريدي هو العنوان السكني .. أي من المستحيل أن تجد شخصا يسكن في صندوق بريد ..
إذًا يمكن القول إن هدف مؤسسة البريد السعودي ، من وضع صندوق بريد لكل وحدة سكنية وتجارية في المملكة ، هو تحديد العنوان السكني لكل مواطن ومقيم في بلادنا ، وهي خطوة رائعة ، ولكنها تحتاج إلى دعم الكثير من الجهات ، في مقدمتها الجهات الأمنية ، والعدلية ، والبلدية .. كما أن القطاع الخاص ، وخدمات توصيل الاحتياجات المنزلية ، مطالبة بدعم هذا المشروع ..
هذا غير أهمية وجود حملة إعلامية مكثفة للتعريف به ، وان هدفه في المقام الأول هو إيجاد عناوين سكنية لكل مواطن ومقيم ..
كل صاحب عنوان يمكن أن يعطي عنوانه لسيارة الإسعاف ، أو للطبيب عند الحاجة ، فيحضر في اقل وقت ممكن ، كل ولي أمر يمكن أن يعطي عنوانه السكني للمدرسة ، التي يدرس فيها ابنه الصغير ، فيتم إحضاره من المدرسة في الحالات الضرورية.. وكل خدمات المنزل من الكهربائيين ، إلى السباكين ، إلى المطاعم ، بل كل خدمات التوصيل إلى المنازل ، والى المتاجر .. يمكن أن تستفيد من العنوان السكني ..
والجهات الأمنية مثل الأمن العام ، والمطافئ ، والمرور ، والهلال الأحمر، في مقدمة من سوف يستفيد من هذه العناوين ، والجهات القضائية أيضا يمكن أن تتواصل مع الخصوم بسهولة من خلال العناوين السكنية ..
سوف تعود العناوين السكنية على المواطن ، والمقيم ، بل وعلى المؤسسات الحكومية ، والأهلية ، بالكثير من الفائدة .. فقط فلنعطها الفرصة ، وسنكتشف الفوائد الكثيرة لهذه الخدمة التي لم نتعود عليها ، والتي كنا الوحيدين في العالم ، الذين لا توجد لديهم عناوين سكنية.
العنوان السكني والعنوان البريدي
في الاثنين، 29 أكتوبر 2007
0 التعليقات:
إرسال تعليق