مع البدايات الأولى لعصر الهواتف الجوالة، كان بعض أئمة المساجد ينصحون المصلين بعدم إدخال الجوالات في المساجد، ثم طلب من المصلين إقفال الهواتف الجوالة عند أو قبل دخول بيوت الله. الآن الأمر تغير نسبياً فتغيرت النغمات الموسيقية التي كانت تؤذي المصلين وحولها بعضهم إلى أدعية وابتهالات تخلو من الموسيقى حتى أن بعض هذه الأدعية بأصوات أئمة الحرمين الشريفين المشهورين .
الجديد الذي تغير في موضوع الهاتف الجوال والمساجد ولفت نظري خلال شهر رمضان الذي ودعناه يوم الجمعة الماضية ،هو أني شاهدت بعض المصلين وفي أكثر من مسجد ، يخرج من جيبه هاتفه الجوال ليتلو منه بعض آيات الذكر الحكيم ، لقد استطاع المسلمون توظيف هذا الجهاز الذي رفضه بعض منهم في بداياته إلى وسيلة سهلة يمكن نقلها عبر الأحياء والمدن بل والدول وفي كل مكان وزمان لتلاوة القرآن الكريم وتحديد نقاط التوقف .
ترى هل يصبح ذلك اليوم قريباً ،الذي نرى فيه المصلين كل المصلين، يخرجون هواتفهم الجوالة ،من جيوبهم في بيوت الله، قبل الصلاة أو بعدها ،وذلك لتلاوة آيات من الذكر الحكيم أو للاطلاع على تفسير آية أو كلمة وردت في آية من القرآن الكريم .
كيف يكون اثر هذا الهاتف على مستقبل القراءة، للكتب الدينية ولغيرها من الكتب المطبوعة، وعلى أماكن القراءة، وقبل ذلك على الرقابة التقليدية على المواد المطبوعة بشكل عام وعلى الكتب بشكل خاص.إذ عن طريق هذا الهاتف تستطيع تحميل أي كتاب والدخول به إلى أي مكان في العالم ، كما لم يعد من الصعوبة القراءة في أي مكان تختاره ،فقد تختار أن تقرأ وأنت تنتظر دورك للحصول على أي خدمة ، أو وأنت في إحدى الحدائق العامة أو مدن الألعاب مع أطفالك ،حتى وأنت في الصحراء بعيد كل البعد عن الكتب والمكتبات ، بل أصبح يمكن نقل أي وثيقة وتصويرها بالهاتف ونشرها على الشبكة العنكبوتية ليراها القاصي والداني.
الأسلوب التقليدي في رقابة المطبوعات عفى عليه الزمن من خلال البريد الالكتروني ،والذاكرة المتنقلة على شكل شريحة ، والهاتف الجوال حيث أصبح بالإمكان نقل أي كتاب أو وثيقة مسافات زمنية ومكانية وتجاوز كل أنواع الرقابة والمراقبين .
اليوم أصبح بالإمكان إضافة برنامج قراءة الكتروني إلى وظائف أي هاتف جوال ومن ثم الانطلاق للقراءة في أي مادة تريدها وفي أي مكان تختاره . بقيت نقطة لابد من الإشارة إليها وهي عدم معارضة المخترعات الحديثة قبل تجريبها والتفكير في الاستفادة منها في أغراض تعود على المجتمع بالكثير من الفائدة.
يقولون إن لكل اختراع اختراعا آخر مضاداً، ترى هل نرى المؤيدين للرقابة التقليدية يتوصلون إلى ما يوقف استخدام الهاتف النقال في نقل الكتب وغيرها من المواد المطبوعة عبر الحدود السياسية للدول؟!.
الجوالات في المساجد
في الاثنين، 15 أكتوبر 2007
0 التعليقات:
إرسال تعليق