خصص الثنائي الساخر القصبي والسدحان ، حلقة الخميس الماضي من برنامجهما الكوميدي ( طاش 15 ) ، للحديث عن الازدحام المروري غير المسبوق ، في العاصمة الرياض ..
لقد حاولا طرح الأزمة من جميع أبعادها ، بأسلوب ساخر مضحك ، لعب فيه كل واحد من هذا الثنائي أكثر من دور ..
كان العنصر الغائب في هذا المشهد هو الجانب الرسمي المسئول عن هذه الأزمة ، ويتمثل في إدارة المرور ، ووزارة النقل وأمانة منطقة الرياض..
هذه الحلقة من ( طاش 15 ) ، رغم سخريتها ، والثوب البالغ الكوميدية ، الذي ترتديه ، إلا أنها أصابت كبد الحقيقة ، ويمكن لمن يعرف الحركة المرورية في الرياض أن يقول إنها كانت برنامجا وثائقيا يصور ، ولكن بأسلوب ساخر، ما تعانيه العاصمة من ازدحام مروري في كل ساعات النهار ، وفي ساعات الذروة على وجه الخصوص ..
رغم شمولية البرنامج لكل أوجه الأزمة ، إلا انه لم يتطرق لأحد أسبابها الرئيسية ، وهو تعدد الجهات المسئولة عن تخطيط السير في المملكة ، فهذه وزارة النقل ، وتلك أمانات المناطق ، وهذه إدارة المرور .. قد تبني وتزفت إدارة النقل في منطقة معينة طريقا ، ويأتي المرور ، أو الأمانة ليغير اتجاهه أو ليعدل السير فيه ، أو ليغلقه كلياً ، ويمنع السير فيه ، إذ تقريباً لا يوجد أي نوع من التنسيق بين الجهات المسئولة عن الطرق في مدن بلادنا ..
وضع برنامج ( طاش 15 ) بعض الحلول لهذه الأزمة الخانقة في العاصمة ، والتي تكاد تعم بقية المدن الكبرى في المملكة ، إلا أن هذه الحلول كانت بكل أسف ناقصة لحل تنفرد المملكة دون مدن العالم الكبرى بعدم وجوده ، ألا وهو النقل العام بنوعيه : فوق الأرض ، وتحت الأرض ، إن مدنا ضخمة ، يسكنها أضعاف أضعاف مدينتي جدة والرياض مجتمعة ، مثل لندن والقاهرة ، قد وضعت حلولاً جذرية لازدحام الطرق بالسيارات ، ولاستخدام السيارات القديمة والمعرقلة لحركة السير، التي يقتنيها عادة ، محدودو الدخل ، وذلك باستحداث جميع أشكال النقل العام المنظم ، إما بالحافلات النظيفة والمنتظمة السير ، أو بالقطارات التي تسير تحت الأرض بحركة منتظمة ، وبمواعيد دقيقة ..
لقد تطرق البرنامج إلى حلول مؤقتة ، مثل وضع جسور طويلة ومتعددة الأدوار ، فوق طريق الملك فهد ، وطريق مكة المكرمة (طريق خريص ) .. كما تطرق إلى منع سير العربات القديمة والتي تسير بحركة تعرقل حركة السير بشكل عام ، إلا أن البرنامج لم يتطرق إلى إيجاد بديل ينتقل من خلاله محدودو الدخل ، من وإلى أعمالهم الوظيفية ، والمنزلية ، والشخصية ..
لقد تطرق سمو أمين منطقة الرياض في وقت سابق ، إلى ضرورة توافر نقل عام منظم في العاصمة ، لحل هذه الأزمة ، التي واجهت العاصمة في السبعينيات الميلادية من القرن الماضي ، وتم حلها مؤقتاً .. وهاهي تعود بعد ربع قرن تقريبا ، وسوف تعود إذا عُولجت بأسلوب مؤقت لا يقضي عليها وينهيها إلى الأبد ..
ومع هذا ، فلا بد من كلمة شكر للثنائي الساخر ، فقد حركا المياه الراكدة المعرقلة لحركة السير في العاصمة.
طاش وازدحام السير
في الاثنين، 8 أكتوبر 2007
0 التعليقات:
إرسال تعليق