الشورى وطاش 15

لو كان الأمر بيدي، لعبرت باسم كل الإعلاميين، والدارسين للإعلام بل والمستقبلين لكل الرسائل الإعلامية ، داخل المملكة وخارجها عن التقدير لرئيس مجلس الشورى الشيخ الدكتور صالح بن حميد
لقد تحدث عن كل دعاة الحرية الإعلامية، والداعين إلى احترام الكلمة والرأي والرأي الآخر، وذلك عندما رد على احد أعضاء مجلس الشورى الذي طالب بالرد على مسلسل طاش 15.
صحيح ان المسلسل الكوميدي ،قد انتقد المجلس، وبعض أعضائه من الأكاديميين والتكنوقراط أو قدامى الإداريين ، ولكن إذا لم يسمح مجلس الشورى بحرية النقد وبمساحة تتحرك فيها وسائل الإعلام لنقد المؤسسات الاجتماعية فمن نتوقع أن يسمح بذلك .
إذا كان مجلس الشورى، بأعضائه الممثلين للأمة، لديهم حساسية مفرطة عندما تتعرض وسائل الإعلام لما يقومون به من أعمال، إما بأسلوب كوميدي ساخر كما ورد في حلقة طاش 15، أو بأسلوب وثائقي مباشر كما ورد في الإخبارية، عندما استضاف المذيع خالد مدخلي معالي رئيس المجلس، فكيف نتوقع أن تكون عليه الأنظمة والقوانين الإعلامية والتي تصدر عن المجلس نفسه والتي سوف تطبق على كافة الوسائل الإعلامية في بلادنا .
إذا كان من يناقش ومن ثم يصدر القوانين الإعلامية، حساسا لهذه الدرجة للنقد الإعلامي، فما هي مساحة الحرية الإعلامية والشفافية التي سوف يسمح بها في أنظمته وقوانينه وكيف سيعالج مطالبة المجتمع والقيادة بالمزيد من الانفتاح والشفافية في كل وسائل الإعلام.
بعض أعضاء المجلس الذين طالبوا بالرد على حلقة طاش 15 ، وبعض الأعضاء السابقين والحاليين في المجلس والذين عالجوا مقابلة المدخلي لرئيس المجلس بحساسية مفرطة، بل وطالبوا بتقنين البرامج المباشرة والتي تبث على الهواء ،هؤلاء بكل أسف، إما أنهم يحاربون هامش الحرية والنقد الإعلامي، والذي بدأ يتوسع وخصوصاً مع انتشار الإعلام الفضائي والانترنتي ، بعض من طالب بعدم السماح بنقد المجلس، أو بعدم استضافة معالي رئيسه على الهواء، يريد أن يعيد عقارب الساعة إلى الوراء ، ولا يتخيل أبدا اننا وكل العالم نعيش في عصر إعلامي جديد ،لقد ولى ،غير مأسوف عليه ،عصر التكتم الإعلامي والرقابة التقليدية ،التي تشوش على البث الإذاعي المسموع والمرئي ، وتشطب باللون الأسود على الكلمات والصور، وتمز ق صفحات من الكتب والجرائد والمجلات ،عصر تفتيش الكتب في الموانئ الجوية والبحرية والأرضية ومصادرتها، او المطالبة بمراجعة وزارة الإعلام لتسلمها إذا أجيزت .
تحية لمعالي رئيس مجلس الشورى ،فقد كان معاليه في موقفه من مقابلة الإخبارية ،ومن حلقة طاش 15، بل في كل مواقفه من الإعلام والإعلاميين إعلاميا عصريا بكل حق وحقيقة يسمح بالنقد ويعطي للإعلام بكل وسائله حقه المشروع في مناقشة كل المؤسسات الاجتماعية وفي مقدمتها مجلس الشورى .إذا كان يقوم على المجلس شخصية تحمل مثل هذا الفكر الانفتاحي فمستقبل مجلسنا يبشر بكل خير.

0 التعليقات: