لم أدخن في حياتي، ولكن لي أصدقاء وأقارب يدخنون، بعضهم بشراهة، وبعضهم مضى على بداية التدخين عنده ثلاثون بل وأربعون عاماً.
بعض هؤلاء عندما يبلغهم الطبيب بأن الخطر قاب قوسين أو أدنى، وان هناك احتمالا ولو بسيطا للإصابة بالسرطان، وبالذات في الرئة ،يتوقف دون أي تردد ،بل ويعلن توقفه عن التدخين بعد خروجه من عيادة الطبيب الذي نقل إليه المعلومة. وكان بعض هؤلاء يكررون صعوبة توقفهم عن التدخين وأنهم تعودوا عليه، حتى أن احدهم أعلن أن لديه الاستعداد الكامل للتضحية بخمس سنين من عمره ولا يترك التدخين، والطريف أن هذا الشخص نفسه ترك التدخين بعد خروجه من عيادة الطبيب الذي ربط بين ما يعاني منه من ألم والتدخين.
التدخين في المملكة أرقامه مخيفة جداً، أخر إحصائية تقول إن التدخين يقتل في بلادنا أكثر من مائة وسبعين ألف إنسان ، في خمسة أعوام ، أي بمعدل يزيد على الثلاثين ألفا سنوياً .وتعد المملكة واحدة من اكبر عشر دول في العالم إنفاقا على منتجات التبغ ، حيث تنفق المملكة على التبغ ومنتجاته بلايين الريالات ، ويبلغ ما ينفقه الفرد الواحد من السعوديين أو المقيمين أكثر من 750 ريالا سنوياً ، ويشكل هذا الرقم أكثر من نصف ما ينفقه الفرد على كل احتياجاته في عام كامل .
هذه الأرقام وغيرها والتي تعلنها مشكورة وزارة الصحة من خلال اللجنة المشرفة على مكافحة التدخين في الوزارة ، وكذلك الجمعية السعودية لمكافحة التدخين، تؤكد حقيقة السعي أفرادا وجماعات على محاربة هذا الداء والوقوف جميعاً مواطنين، ووافدين، جهات رسمية، وقطاع خاص في صف كل الأساليب التي يمكن أن تؤدي إلى اجتثاث التدخين من كل مدننا وقرانا .
ومنها مثلاً مضاعفة الرسوم الجمركية عدة مرات على التبغ ومنتجاته المختلفة ،و الحرص في شروط الاستقدام على أن يكون كل قادم جديد غير مدخن ،ويمكن تفعيل تطبيق قرارات مجلس الوزراء والأوامر السامية بمنع التدخين في الأماكن العامة وفرض العقوبات التي نص عليها النظام دون أي تساهل .
من الطريف أن الدول التي نستورد منها اكبر الكميات من التبغ ومنتجاته وهي بريطانيا وأمريكا يمنع التدخين في معظم إن لم يكن كل الأماكن العامة فيهما ،ويلاقي المدخن من الصعوبات والعراقيل ومحدودية الأماكن المسموح له فيها بالتدخين ما لا يلاقيه في المملكة .
لقد كان أباؤنا على حق عندما كانوا يضايقون على المدخن حتى أصبح المدخن في زمنهم لا يجد مكاناً يدخن فيه إلا زريبة الحمير حيث ظهر تعبير «فلان يكوي الحمار «.
ترى هل يستثمر المدخنون هذا الشهر الفضيل، فينطلقون منه للتوقف عن عادة التدخين ،فهو عامل مساعد.وهي فرصة ذهبية للمدخنين فهل يستثمرونها .
رمضان والتوقف عن التدخين
في الاثنين، 17 سبتمبر 2007
0 التعليقات:
إرسال تعليق