الجريسي وتعليمنا

الشيخ عبد الرحمن بن على الجريسي، تكرم مشكوراً فأشاد بالتعليم الجامعي، في جامعات المملكة وأكد وبشكل واضح على المستوى المتميز للتعليم الجامعي في بلادنا، وقال في حديث مطول أدلى به للنشرة الصادرة عن جامعة الأمير سلطان «طيف الجامعة» إن الجامعات السعودية ساهمت في تأهيل عدد غير قليل من أبناء الدول العربية والإسلامية، ودلل على ذلك من خلال لقائه بالعديد من المسئولين المتخرجين في جامعات سعودية في عدد غير قليل من البلاد التي زارها بل انه وجد ستة وزراء في بلد واحد كلهم متخرجون في جامعات سعودية.
إذا كانت جامعاتنا، وكما قال الشيخ الجريسي، قادرة على تأهيل وزراء لبلدان خارجية، فأين هي عن تأهيل موظفين للقطاع الخاص في بلادنا، كيف تعجز جامعاتنا العشرون عن تخريج مؤهلين يتناسب تأهيلهم مع احتياجات قطاعنا الخاص وتستطيع هذه الجامعات تأهيل ستة وزراء في دولة واحدة من الدول التي زارها الجريسي.
أتمنى من الشيخ عبدالرحمن، وهو من هو في عالم المال والأعمال، أن يهدي هذه المعلومات المهمة إلى الإخوة في قطاعنا الخاص، من خلال محاضرة يلقيها في إحدى الغرف التجارية والصناعية، وتعمم هذه المحاضرة، وخصوصاً تلك المعلومات الخاصة بإمكانيات جامعاتنا وقدراتها في تأهيل وزراء ستة لدولة واحدة، على كل الغرف التجارية والصناعية.
نحن لا نطالب القطاع الخاص السعودي بتعيين الشباب السعودي المتخرجين في الجامعات السعودية وزراء، فقط نريدهم أن يحلوا محل غير السعوديين في الأعمال ذات العلاقة بتخصصاتهم الجامعية.
إن النقد الذي يوجهه الكثير من المسئولين في القطاع الخاص السعودي للشباب السعودي من الجنسين هو عدم تأهيلهم التأهيل المناسب من مختلف مؤسسات التعليم والتدريب سواء الجامعات أو المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني أو غيرها من المؤسسات. والرد العملي الذي لا يحتاج إلى إثبات قد جاء من احد أهم رجالات الأعمال السعوديين انه رئيس الغرفة التجارية والصناعية في الرياض ثم رئيس مجلس الغرف التجارية والصناعية على مستوى المملكة.
لقد كان ولا يزال مستوى المتخرجين في تعليمنا الجامعي وما دون الجامعي، بكل أسف، الشماعة، أو الجدار القصير، الذي يعلق عليه الإخوة في القطاع الخاص أسباب البطالة في المملكة، وعدم تشغيل السعوديين في الكثير من التخصصات وفي مقدمتها مثلاً التدريس في المدارس الخاصة لدرجة انك تجد في المدرسة الخاصة الواحدة العشرات وأحياناً المئات من غير السعوديين، والعمل في الشركات والمؤسسات التجارية الكبرى، لدرجة انك تدخل مجمعاً تجارياً ضخماً، مكوناً من عشرات الطوابق بين فنادق وشركات ومحلات تجارية، فتجد كل اللهجات الغربية وغير الغربية واللهجة العربية الواحدة الغائبة بين كل العاملين هي دون غيرها لهجة أو لهجات مناطق المملكة. ليصبح الفتى السعودي العامل في هذه المجمعات غريب الوجه واليد و اللسان..

0 التعليقات: