يفتقد أبناؤنا في المرحلة الجامعية إلى الإرشاد الأكاديمي والاجتماعي حيث يرتبط الطلاب الجامعيون في الكثير من جامعات الدول المتقدمة باستاذ يتولى إرشادهم طيلة سنوات وجودهم في الجامعة.
ومع صدور القرار الأخير لمجلس التعليم العالي بالسماح للجامعات بامكانية التحول إلى نظام الساعات المعتمدة فان المطلوب تخصيص على الأقل استاذ واحد لكل عشرة طلاب .
إن مهمة المرشد الطلابي في غاية الأهمية ولا يمكن تصور طالب ينتقل من المرحلة الثانوية إلى المرحلة الجامعية بكل تعقيدات أنظمتها ، دون أن تواجهه الكثير من التساؤلات التي لها اثر كبير في مسيرته الدراسية ، بل وحتى أن تأثيرها يتعدى سنوات دراسته لتؤثر في مسيرة حياته المستقبلية كلها وفي مستقبله الوظيفي .
الطالب عندما يأتي الجامعة من المرحلة الثانوية يحتاج إلى من يدله على التخصص المناسب له ، والفرق بين التخصصات ، والمجالات العملية لكل تخصص ، والمطلوب من الساعات للحصول على الشهادة الجامعية ، وما هو التخصص الفرعي الذي يمكن للطالب دراسته مع تخصصه الأصلي . والمعروف أن الجامعة أي جامعة بها العديد من الكليات ، وان كل كلية تضم العديد من الأقسام ، وهذه الأقسام تحتوي على تخصصات فرعية .انه بحر من التخصصات قد يغرق فيه الطالب الذي لا يجد من يرشده ويبين له السبيل الأسلم ويوجهه إلى أفضل الطرق.
وهناك أزمات نفسية قد يتعرض لها عدد غير قليل من طلاب الجامعة فإذا انعدم وجود المرشد فانه قد يضطر إلى اتخاذ قرار سريع من ذلك سحب ملفه من الجامعة وإخلاء طرفه منها ،ومن ذلك أيضا إهمال الحضور حتى تصل نسبة غيابه إلى حرمانه من حضور الاختبار النهائي ، ومن ثم رسوبه وبعد ذلك فصله من الجامعة .
لقد فصل الكثير من الطلاب من الجامعة نظراً لجهلهم بأنظمتها وقوانينها. فبعضهم لا يعرف عدد مرات الحذف المتاحة له ، وبعضهم لا يعرف العلاقة بين المعدل التراكمي وعدد الساعات المسموح له بدراستها في الفصل الواحد وبعضهم في عجلة من أمره يريد إنهاء المتطلبات الدراسية في أسرع وقت ممكن ولا يعلم أن مستواه الأكاديمي سوف يتأثر بطريقة سلبية مما يكون له بالغ الأثر في حصوله على وظيفة مناسبة لان المسابقات الوظيفية والتعيين في الوظائف في القطاعين العام والخاص مرتبطة إلى حد كبير بالمعدل التراكمي للطالب .أو بمجموع الدرجات التي حصل عليها اثناء دراسته الجامعية .
إن دور المرشد للطالب الجامعي كبير ومؤثر في حياته الجامعية وفيما بعدها لقد اتخذ الكثير من الطلبة في المرحلة الجامعية قرارات ندموا عليها وذلك لأنهم لم يجدوا من يرشدهم إلى وضع أقدامهم على العتبة الأولى في سلم الدراسة الجامعية.
أبناؤنا في المرحلة الجامعية
في الاثنين، 3 سبتمبر 2007
0 التعليقات:
إرسال تعليق