أعطوا المواطن مهلة زمنية!

بعض مؤسساتنا الحكومية وبالذات تلك المسئولة عن إصدار تشريعات وتنظيمات ، تتعلق بالمواطن والمقيم ، تصدر أنظمتها بين يوم وليلة ، وتطالب المواطنين في اليوم التالي بتنفيذها ، في مثل هذه الحالة وما يشابهها نجد أن المواطن يهرع إلى أعمدة الصحف ليطلب تأجيل موعد التنفيذ إلى مدة زمنية قادمة يمكن له خلالها إجراء الترتيبات اللازمة لتنفيذ المطلوب منه.
فمثلاً إذا صدر تنظيم بمنع السفر إلى بلد معين، فان هذا القانون أو التنظيم ، بعد أن تطير الطيور بأرزاقها، كما يقولون ويكون الكثير من المواطنين قد حجز فندقاً ،وحجز رحلة جوية، بل إن البعض قد دفع تكاليف التنقل والاقامة، إن لم يكن قد سافر فعلياً مع عائلته أو منفرداً،وهو مع صدور هذا النظام قد عاد من رحلته، أو هو في طريق العودة .
في حالة صدور مثل هذا النظام ،لابد من اعطاء من سوف ينفذ بحقهم من المواطنين ومن المقيمين مهلة زمنية كافية ، لا تقل بأي حال من الأحوال عن عام كامل، ويكون هذا التشريع أو التنظيم قد عمم على العديد من الجهات، ليس اقلها وكالات السفر والسياحة، وسفارة تلك الدولة الممنوع السفر إليها، وكذلك سلطات المطارات ،هذا غيرالإعلان المتكرر، عبر الصحف ،وعبر موقع الجهة المختصة بالسفر على الإنترنت. لا بل وحتى قد ختم باسم هذه الدولة الممنوع السفر إليها، في كل جواز سفر يصدر حديثاً.
كما يمكن الاستفادة من وسائل الإعلام، وذلك بالإعلان المتكرر عن القرار، كما يوضع ضمن هذا الإعلان، عنوان بريدي عادي، وعنوان الكتروني للمؤسسة صاحبة الإعلان للاتصال في حال الرغبة في الحصول على المزيد من المعلومات عن التشريع الجديد.
مفاجأة الجمهور، بقرارات تمسهم دون إعطائهم مهلة محددة، للتعرف على النظام الجديد، والتأقلم معه ،ومن ثم اتباع الخطوات المطلوبة لتنفيذه سوف يؤدي إلى الكثير من الخسائر المادية والمعنوية ،كما سوف يؤدي أيضا إلى تذمر المواطنين من هذه الأنظمة وواضعيها ،ومن ثم إلى بحث بعض من سوف يشملهم هذا النظام، عن طرق ملتوية، في مقدمتها الواسطة ،من اجل التخلص من هذا النظام وعدم تطبيقه .
أتذكر أن الكثير من دول العالم ، وبعد الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 م ، عندما سنت أنظمة خاصة بمن يرغب السفر إليها، من غير رعاياها ، وضعت إعلانات في كل مكان بل حتى أنها أعلنت في مواقع سفاراتها الالكترونية ،وفي الصحف المحلية في الدول التي تخص مواطنيها هذه الأنظمة الجديدة، قبل موعد تطبيق هذه القوانين والأنظمة بوقت كاف .وهذا يلزم الجميع ولا يعذر أحد من تطبيق المطلوب إن كان يرغب في تأشيرة لهذه الدولة أو تلك.

0 التعليقات: