جائزة سلطان دليل الإنسانية السعودية

عندما نقول إن المملكة وقيادتها تهتم بالإنسان أي إنسان بصرف النظر عن دينه وقوميته ومذهبه يشكك البعض في ذلك بل يذهب بعض الحاقدين إلى الترديد وبشكل دائم إن اهتمامات المملكة تتسم بالعنصرية. ويدللون على ذلك بالمساعدات اللانهائية للدول الإسلامية وللشعوب الإسلامية في كل مكان.
بل إن البعض يذهب في حملته على المملكة وقيادتها إلى القول إن المساعدات السعودية هي للمسلمين دون سواهم. وفي مسلسل الحقد على بلادنا وأهلها حكومة وشعباً يتهم بعض من ذوي القربى أي بعض أشقائنا ممن ينتسب إلى العروبة والإسلام بلادنا بالبخل في دعمها للأمتين العربية والإسلامية حيث يعتبر أن ما تسهم به المملكة قليل نسبياً. لا يذكر هؤلاء أبدا إنسانية المملكة ووقوفها الدائم مع الإنسان في أي مكان من سطح المعمورة، لا تتحدث وسائل الإعلام العالمية عن عمليات فصل التوائم التي شملت الكثير من الأطفال حيث لا فرق في هذه العمليات بين الطفل البولندي والفلبيني والمصري والعراقي والسعودي ، كما لا تشير هذه الوسائل إلى حملات الإغاثة السعودية من سيريلنكا إلى اندونيسيا إلى اليمن إلى الكثير من أجزاء القارتين الأفريقية والآسيوية بل حتى شملت مساعدات المملكة بعض الدول الأوروبية عند وقوع الكوارث الطبيعية.
أتيحت لي أكثر من مرة المشاركة والمتابعة لبعض أعمال جائزة الأمير سلطان بن عبد العزيز العالمية للمياه حيث تبين لي أن في هذه الجائزة خير دليل على اهتمامات المملكة وقيادتها بالشأن الإنساني . فقد أعلن سمو ولي العهد الأمير سلطان في عام 2002 م عن بدء الترشيح لنيل هذه الجائزة العالمية في مجال المياه وهل هناك أهم من الماء لكل إنسان على الكرة الأرضية مهما كان دينه ومهما كانت قوميته، ويعرف العالم كله أهمية وحيوية موضوع المياه والذي يعد على رأس اهتمامات جميع دول العالم بل إن بعض الباحثين في مستقبل العالم وكرتنا الأرضية على وجه الخصوص يتوقعون أن الحروب القادمة سوف تكون على مصادر المياه .
هذه الجائزة العالمية التي تحمل اسم ولي العهد في المملكة تهدف إلى تقدير انجازات وجهود العلماء والمبدعين أفرادا ومؤسسات في مجال المياه التي تسهم في توفير المياه الصالحة للاستخدام في كافة أنحاء العالم وبالذات في المناطق الجافة. تمنح هذه الجائزة العالمية كل عامين وتشمل خمسة فروع هي : الإبداع، المياه السطحية، المياه الجوفية، الموارد المائية البديلة (غير التقليدية)، إدارة الموارد المائية وحمايتها. وتصل قيمة جوائز الفروع الخمسة مجتمعة إلى أكثر من ثلاثة ملايين ريال. يتم الترشيح لنيل هذه الجائزة من قبل جهة علمية متميزة، كما أن على المرشح تقديم ما لا يقل عن خمسة أبحاث، وعادة ما ترسل الأعمال للتحكيم من قبل محكمين متخصصين متميزين على مستوى العالم. في دورة هذه الجائزة الثانية والتي كانت في عام 2006م كانت موضوعاتها: حصاد مياه الأمطار والسيول ، إدارة مكامن المياه الجوفية الساحلية، معالجة وإعادة استخدام مياه الصرف الصحي، الإدارة المتكاملة والمستدامة للموارد المائية في المناطق الجافة وشبه الجافة، تلوث المياه الجوفية بالأنشطة الحضرية. لقد أثبتت هذه الجائزة بمواضيعها في دورتيها المنتهيتين ومن خلال الموضوعات المطروحة للدورات القادمة والتي سوف تعلن في حينها ومن خلال أسماء وجنسيات الفائزين في الدورتين الأولى والثانية إن المملكة هي مملكة الإنسانية وإنها تهتم بالإنسان بصرف النظر عن انتمائه العرقي والمذهبي لقد فاز بهذه الجائزة العالمية حتى الآن الأمريكي والآسيوي والإفريقي والأوروبي بينهم السعوديون والعرب وغير العرب وبينهم المسلمون وغير المسلمين الأساس الأول والأخير هو لجان التحكيم وما تضعه من معايير لتقييم ما يقدم من بحوث ودراسات من اجل الإنسان في كل مكان من الكرة الأرضية.

0 التعليقات: