أثار الزميل الدكتور عبد الله الطويرقي، عضو مجلس الشورى وأستاذ الدراسات الإعلامية المعروف، في مقالة له تداولتها العديد من الصحف الالكترونية ،مسألة رشوة تقدمها وزارة الصحة للكتاب الصحفيين، للدفاع عنها وعن وزيرها ، وخصوصاً عندما طالبه من تحت قبة مجلس الشورى بالاستقالة لتردي ما وصلت إليه خدمات الوزارة . وقد عقب أكثر من كاتب على تلك المقالة بينهم كاتب صحيفة الجزيرة محمد آل الشيخ وكاتبا جريدة الوطن الدكتور علي الموسى وصالح الشيحي مطالبين الطويرقي بكشف المرتشين بالأسماء كما كشف الراشي بالاسم الصحيح وهو هنا وزارة الصحة.
الجهة التي لم تتناول هذا الموضوع ، رغم أنها المعنية به وبكل تفاصيله ،هي وزارة الصحة حيث لم يصدر عنها على حد علمي وحتى تاريخه ما يؤكد أو ينفي ما ذهب إليه الدكتور الطويرقي من اتهامات.
قد يعني سكوت وزارة الصحة عن موضوع خطير مثل هذا لدى البعض إقرارها بحدوثه، قليل هم الذين سوف يفسرون سكوت الوزارة عن هذا الموضوع بأنه، استهانة بالكاتب رغم انه عضو في مجلس ينتمي إليه عادة أهل الحل والعقد في البلاد ، واستهانة بالتهمة رغم انها تهمة خطيرة لعن الله فيها الراشي والمرتشي وتحاسب عليها القوانين الوضعية بعقوبات صارمة .المطلوب من وزارة الصحة أن تتحدث وبكل صراحة عن خلفية هذا الاتهام، وهل هناك أي رابط أو علاقة بين الوزارة والكتاب الذين دافعوا عنها وعن وزيرها.
أتذكر أن الدكتور عبد العزيز الجار الله قد اتهم وزير التربية والتعليم السابق ىمحمد بن احمد الرشيد ومن خلال مقالة له في جريدة الرياض، بتعيين ذوي المراتب العليا في الوزارة من منطقته ورد حينها الوزير كاشفاً كل أسماء الموظفين ذوي المراتب الثالثة عشرة فما فوق وانتماءاتهم المناطقية ، وكيف وصلوا لتلك المراتب، وحينها قطعت أقوال وأسماء الرشيد قول الجار الله.
نحن اليوم نعيش في عصر المعلومات وانتشارها بشكل سريع من خلال الهاتف الجوال، والحاسب الآلي، والفضائيات والصحف الورقية، لقد وصلت التهمة التي وجهها الدكتور الطويرقي إلى الكثير من المتلقين ،من خلال رسالة هاتفية بعد اقل من دقائق من نشره لها على الصحيفة الالكترونية ، وهنا انتقل كل من وصلته تلك الرسالة الهاتفية إلى الانترنت ،لمعرفة تفاصيل تلك المقالة من خلال زيارة موقع الصحيفة الالكترونية، التي تحتوي على اتهام الصحة برشوة بعض كتاب الصحف . بكل أسف مازالت بعض المؤسسات في القطاعين العام والخاص تتعامل مع الإعلام ورسائله ووسائله، بعقلية وضع وسائل الإعلام قبل اقل من ربع قرن ،عندما كنا نتحدث عن الإعلام ووسائله المحدود القدرة من حيث الكم والنوع والسرعة. المطلوب تجهيز مكاتب العلاقات العامة بمحررين صحفيين لديهم كل المعلومات عن المؤسسة وبالأرقام لإيضاح كل الحقائق للمتلقي.
-
- صحيفة اليوم السعودية
- عدد 12904 صفحة الرأي
- الأثنين 1429-10-14 هـ 2008-10-13 م
0 التعليقات:
إرسال تعليق