حماية الوطن والمواطن من الغش !

صدر مؤخراً قرار مجلس الوزراء الموقر بتحويل الهيئة العربية السعودية للموصفات والمقاييس إلى الهيئة السعودية للموصفات والمقاييس والجودة ولقد تزامن هذا القرار مع وفاة طفلين دنمركيين يقيمان مع أسرتهما في مدينة جدة نتيجة تسرب غاز مبيد للحشرات من مسكن مجاور لمسكنهم .لقد كادت تفنى هذه الأسرة جميعها ولكن قدرة تحمل الأبوين بعد قدرة الله، ساعدت في إنقاذهما حيث نقلا للمستشفى وأجريت لهما الإسعافات اللازمة وكانت الضحية هذين الطفلين البريئين .
ومع تناقل المواقع الالكترونية والصحافة لهذا الخبر أشارت بعضها إلى أن هذا الحادث ليس الأول حتى أن احدها أشار إلى وفاة ما مجموعه خمسة أطفال نتيجة للتسمم بمواد تستخدم لقتل الحشرات وتحدثت بعض الصحف عن استخدام بعض المبيدات الحشرية في المزارع واثر الكمية التي تمتصها الأنسجة النباتية على الثمار والنباتات الورقية ،وبالذات تلك التي نتناولها دون طبخ.وقبل ذلك تحدثت الصحافة عن الشامبوهات والتي تحتوي على مادة خطيرة على البشرة ،وقبلها كان الحديث عن الحلاوة الطحينية ،كما أن هناك كتابات دائمة عما تحتويه الأجهزة المنقية والمصفية لمياه الشرب من خطورة على ما يمر بها من مياه .
ويكاد لا يخلو أسبوع من خبر هنا أو هناك عن الأثر الكبير للجشع وللطمع عند الكثير من التجار ورجال الأعمال من اجل الحصول على اكبر أرباح مادية ممكنة على حساب صحة وسلامة المستهلك.
لقد سلمت الحكومة مشكورة مهمة حماية المستهلك إلى ثلاث جهات وهي مسئولية أمام الله أولا ثم أمام الحكومة وأمام كل مواطن ومقيم وهذه الجهات هي هيئة الغذاء والدواء وهيئة حماية المستهلك وقبل ذلك هيئة المواصفات والمقاييس والجودة .هذه الجهات يجب أن تتضافر جهودها لحماية المواطن والمقيم في بلادنا من كل جشع وطمع مادي قد يؤدي إلى الإضرار بالإنسان وحتى بالحيوان والنبات.
المعروف أن بلادنا تستورد كل شيء تقريباً ،فيجب ألا يدخل بلادنا أي مادة زراعية أو صناعية إلا وهي متطابقة تماماً مع المقاييس الدولية المعتمدة في الدول المتقدمة ،التي تشتهر بحمايتها لمواطنيها وللمقيمين على أرضها من خلال قوانين وقواعد دقيقة تعالج كل ما يتعلق بغذاء ودواء الإنسان.
كما يجب أن تكون هناك عقوبات صارمة وشديدة على كل من يحاول استيراد أو تصنيع أو بيع مادة ضارة ومخالفة للموصفات والمقاييس العالمية ، إن هذا شبيه في خطورته بذلك الذي يهرب مخدرات بل إن ضرره اكبر حيث إن من يتعاطى المخدرات يعي أنها مخدرات ، ولكن من يتناول الطحينية أو يستعمل الشامبو أو يستعمل مصفيات المياه أو يشتري المبيد الحشري لا يعرف بضررها وبأنها مغشوشة وغير مطابقة للمواصفات والمقاييس والجودة.
لا بد من تعاون العديد من الجهات الحكومية والخاصة لحماية الوطن والمواطن من الغش.

0 التعليقات: