هل تعرف أحداً في الخطوط؟

ذكرني احد أصدقائي في قصته مع الخطوط الجوية السعودية، بمقالة كتبتها تحت هذا العنوان، قبل أكثر من خمس عشرة سنة، في زاويتي الأسبوعية «كلمات معدودة» التي كنت أكتبها في جريدة الجزيرة، ولأهمية تلك المقالة ولأنها كانت تحكي الحقيقة، عن خطوطنا السعودية ،نقلها في وقت لاحق الأستاذ احمد الحساني في زاوية كان يكتبها في جريدة المدينة.
القصة التي رواها صديقي عن الخطوط السعودية وقصته معها تؤكد ان خطوطنا الوطنية مازالت تراوح مكانها منذ أكثر بكثير من عشر سنوات.
لقد كان هذا الصديق ينوي السفر إلى لندن مع عائلته المكونة من خمسة أشخاص، وقضاء قرابة الشهر هناك، وقبل موعد السفر بأكثر من شهرين بحث عن حجز للذهاب وللعودة . لم يرتجل لا قرار السفر ولا قرار الحجز لقد خطط لكليهما حيث بحث عن حجز قبل موعد السفر بشهرين وقبل موعد العودة بثلاثة أشهر ومع كل ذلك لم يجد مقاعد ، لقد كانت جميع مكاتب السفر التي يبحث فيها عن مقاعد على الخطوط السعودية تجيبه بعدم الإمكانية، وان جميع الرحلات من والى الرياض و جدة والدمام إلى لندن محجوزة بالكامل.
لقد اتصل صاحبي بكل من يعرف من اجل الحصول على مقاعد على السعودية ،ولكن كل العلاقات والوساطات فشلت، وكان كل من يعرف لديه قصة مع الخطوط فاحدهم قرر السفر إلى بيروت وطلب من خطوطنا الوطنية مقعدا واحدا وكانت الإجابة المعتادة بان الطائر محجوزة ،وعندما صعد في الطائرة مع ركاب الانتظار اكتشف أن أكثر من نصف مقاعدها شاغر.
لقد اضطر صاحبي للسفر عن طريق احد الخطوط الخليجية وبالتحديد خطوط الاتحاد وفي أبو ظبي قابل العديد من السعوديين المواصلين على نفس الخطوط لأنهم لم يجدوا مقاعد على السعودية، وفي لندن قابل العديد من الأسر السعودية التي كانت واسطتها للوصول إلى عاصمة الضباب إما شركات طيران دول الخليج ،أو الخطوط السورية أو الأردنية أو اللبنانية أو المصرية ،حتى الخطوط التركية هناك من السعوديين من جاء إلى لندن من خلالها .
لقد حلت مشكلة السعوديين مع الهاتف ،حتى أصبحت شركة الهاتف السعودية واحدة من الشركات العالمية المستوى فيما تقدمه من خدمات ،وذلك بعد السماح للعديد من الشركات الأجنبية للدخول للسوق السعودية ومنافسة شركة الهاتف السعودية في عقر دارها.
المطلوب تطبيق نفس التوجه الذي حدث في الهاتف على الخطوط الجوية ، وذلك بإتاحة الفرصة لشركات خطوط عالمية بالدخول إلى السوق السعودية ،على أساس شركات مساهمة لتتنافس مع الخطوط الجوية من اجل كسب المزيد من المسافرين، وتتحول أوامر الإركاب الحكومية إلى شيكات تقدم لصاحب أمر الإركاب الذي يقرر الخطوط التي يسافر عليها دون احتكار من الخطوط السعودية.

 

  • اليوم الإلكتروني
  • عدد 12890 صفحة الرأي
  • الأثنين 1429-09-29 هـ 2008-09-29 م

0 التعليقات: