جنين السعودية!

سوف تعيد بإذن الله الأموال السعودية بناء كل ما هدمته وخربته قوات شارون في عملياتها الإرهابية ضد جنين ونابلس وبيت لحم ورام الله فقد جاءت المظاهرات الشعبية السعودية لتعلن تبرع الشعب السعودي وفي مقدمته قيادته بأكثر من مليار ريال إذا تم جمع التبرعات النقدية إلى قيمة التبرعات العينية.
السعوديون يعبرون عن مشاعرهم بأسلوبهم الخاص، الذي يهدف إلى البناء لا إلى الهدم. حرق الأعلام وإحراق الممتلكات من سيارات ومحلات تجارية والتنديد عن طريق الصراخ وعن طريق إشغال رجال الأمن عن حماية الممتلكات العامة، ليس ضمن القيم والتقاليد السعودية، وما هكذا يعبر السعوديون عن مشاعرهم.
السعوديون يعرفون أن شارون سوف يكون في أسعد لحظاته عندما يرى الحرائق والشغب والمسيرات التي تؤكد أن العرب ظاهرة صوتية في العاصمة الأردنية أو في العاصمة المصرية أو في العاصمة البحرينية أو في أي مكان من الأرض العربية. ويعلم كل السعوديين أن شارون ومعه الحركة الصهيونية بكل أبواقها الإعلامية في كل مكان من العالم سوف تعلن النفير العام عندما تعلم بأن هناك ريالاً واحدا سوف يذهب لإعادة بناء ما دمرته الآلة العسكرية الاسرائيلية من مساجد ومنازل ومدارس ومستشفيات وأن الأموال سوف تعيد من شردتهم اسرائيل وقواتها إلى منازل وأحياء حديثة تم إعادة بنائها وفي وقت قياسي.
لم تكن هبة المملكة حكومة وشعبا غريبة فقد تعود العرب كل العرب والمسلمون كل المسلمين على وقفة الشعب السعودي مع أشقائه العرب والمسلمين في كل مكان فقد وقف أبناؤنا قبل أكثر من نصف قرن مع الأشقاء في الجزائر لدعم أسر المليون شهيد، ثم وقف السعوديون مع الأشقاء الفلسطينيين في نكبتهم عام 1948م ومع الدول العربية في نكستهم عام 1967م ومع أفغانستان ومع البوسنة والهرسك ومع الصومال ومع الشيشان، في كل النكبات والأزمات يترجم السعوديون مفهوم بترول العرب للعرب، إلى فعالية أخرى وهي أن أموال النفط السعودي للمسلمين وللعرب في كل مكان وعند كل أزمة وفي كل وقت.
السعوديون وقبل عصر النفط عندما كانت الأوضاع الاقتصادية رديئة جدا، بل كانوا هم في حاجة إلى الأموال، ورغم كل ذلك، كانوا في ذلك الحين، يقاسمون الإخوة والأشقاء في العالمين العربي والإسلامي اللقمة مهما صغرت. وعودة سريعة إلى أعداد جريدة أم القرى الصادرة قبل خمسين عاماً بل وحتى الأعداد الصادرة قبل سبعين عاماً سوف تؤكد هذه الحقيقة.
ومن يتابع المصير الذي تؤول إليه أموال الإغاثة السعودية، والى أين تذهب سوف يجد بكل وضوح أن الهدف الأساسي لكل الأموال السعودية التي تقدم للآخرين، هي أهداف إغاثية نبيلة فهي تهدف إلى بناء مسجد ومستشفى، ومدرسة ومعهد، والى تأمين مسكن وغذاء وكساء ودواء للمحتاجين. الأموال السعودية لا ولم تذهب لتمويل الإرهاب ومؤسساته، ولا لشراء أسلحة وقنابل للفتك بالأبرياء من النساء والشيوخ والأطفال، كما تدعي الأبواق الشارونية التي تعودت على شراء الأسلحة من الأموال التي تقدمها المنظمات الصهيونية حول العالم لقتل الأبرياء في أرض الإسراء.
إذا كان الصهاينة يرددون في حملات التبرع ادفع دولاراً تقتل عربياً، لأن هدفهم القتل والتشريد، فإننا نردد في حملاتنا الإغاثية، ادفع ريالا تنقذ عربياً، لأن هدفنا تقديم يد المعونة للمشردين، والذين هدمت بيوتهم ومستشفياتهم ومدارسهم ومساكنهم التبرعات الصهيونية لإسرائيل.
تحية لكل مواطن سعودي ولكل مقيم على أرض المملكة، تجاوب مع دعوة خادم الحرمين الشريفين، وساهم في هذا العمل الخيري النبيل، والله لا يضيع أجر المحسنين، وما هي إلا فترة قصيرة، وتشرق الشمس من جديد على فلسطين، وقد أعيد بناؤها من جديد بسواعد أبنائها وبأموال أشقائهم السعوديين.

0 التعليقات: